ly

Translate

ام عمارة

أم عمارة
نسيبة بنت
كعب



قال عمر بن الخطاب
سمعت رسول الله يقول :
" ما التفت يميناً ..
ولا شمالاً ..
يوم أحد ..
إلا وأنا أراها
تقاتل دونى .
أم عمارة
--
الإسلام وجهاد المرأة :
لا يفرض الإسلام : الجهاد بالسيف على المرأة عملاً بقوله تعالى :
" لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ..
لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت "
ولا يعتبر هذا انتقاصاً من حقوق المرأة ..
بل هو من باب الرحمة بها .. وادخارها
لما يناسبها ..ويليق بها .. وتكون أقدر
على المساهمة فيه بلا حرج ..
ولكن إذا وجدت المرأة المسلمة فى نفسها القدرة على القتال فى الحروب
فإن الإسلام لا يحول بينها وبين تحقيق رغبتها .. بل أنه يثنى على سلوكها ..
وعلى قدرتها على المشاركة فيما هو فرض على الرجال
ومن هؤلاء النساء من سجل لهن التاريخ
أعظم المواقف والمشاهد ..
من ينطبق على الواحدة منهن قول الشاعر :
ولو كان النساء كمثل هذى
لفضلت النساء على الرجال
نعم .. بعض النساء قد تفضل بعض الرجال فى الشجاعة والجرأة والاقدام :
وإذا كان بعض الشجعان من الرجال يستجلب دوافع الاقدام حتى لا يتراجع أمام
العدو .. ويستثير بواعث الصبر حتى لا تتفلت عزيمته وقوته تحت هزات النائبات


فيخاطب نفسه قائلاً :
أقول لها وقد طارت شعاعاً
من الأهوال ويحك لا تراعى
فإنك لو طلبت بقاء يوم
على الأجل الذى لك لن تطاعى
فصبراً فى مجال الموت صبراً
فما نيل الخلود بمستطاع
فإن مثل هذه المشاعر قد تعلو عليها بعض المجاهدات لأن نيل الخلود الأبدى مستطاع بتوفيق الله تعالى وعونه للمؤمنين والمؤمنات الذين التفوا كالسور العظيم والحصن لحصين حول خاتم الأنبياء والمرسلين.
أى عقيدة تلك :
نعم أى عقيدة تلك التى جعلت من الرجال أبطالاً ومن النساء فوارس() رغم اعتراض اللغويين على اطلاق كلمة فارسة أو فوارس على النساء يحنى التاريخ رأسه لهن على مر العصور ومر الشهور والأعوام ..
ومن هؤلاء .. كل هؤلاء
أم عمارة
فمن هى هذه المرأة المؤمنة الصبور والمقاتلة الجسور ؟
هيا بنا نفتح أبواب التاريخ لنتعرف عليها


أم عمارة
اسمها ..
نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف .. من بنى مازن بن النجار
أمها : الرباب بنت عبد الله بن حبيب .. ابن جشم بن الخزرج
أخوتها :
أخوان شقيقان لها هما :
عبد الله بن كعب : شهد بدرا
 أبو ليلى عبد الرحمن بن كعب : أحد البكائيين
أزواجها :
زيد بن عاصم بن عمرو … بن مازن بن النجار
أولادها من زيد بن عاصم :
عبد الله بن زيد بن عاصم
حبيب بن زيد
وكانت لهما صحبة مع النبى صلى الله عليه وسلم
زوجها الآخر :
هو غزية بن عمرو بن عطية
أولادها من الزوج الثانى غزية :
    1-تميم
    2-خولة


اسلامها :
شهدت عقد النبى صلى الله عليه وسلم  والبيعة له ليلة العقبة ..وبايعت تلك الليلة مع القوم
المشاهد التى حضرتها :
قاتلت أم عمارة مع زوجها وأبنيها فى "أحد" وهما عبد الله بن زيد بن عاصم وحبيب بن زيد بن عاصم
بيعة العقبة :
وهكذا نرى أول وسام تقلدته ..
اسلامها المبكر ..
حضورها ذلك الاجتماع الليلى الذى كان بداية لانتشار الإسلام على نطاق واسع  بمدينة يثرب ثلاثة واربعون رجلاً وامرأتان ..تسلقوا جميعاً الشعب عند العقبة .. 622م وتسلقت المرأتان معهم .. وكانت أم عمارة ثانية اثنتين ..
والتقت بالرسول صلى الله عليه وسلم .. وبايعت تلك الليلة الخالدة مع القوم الذين بايعوا .. وانتشر الإسلام بيثرب ..
واستضاءت المدينة بمبادئه :
حرية العقيدة لأهل الأديان الأخرى
لا عداء بين أوس وخزرج
إخاء لامثيل له فى التاريخ العالمى بين المهاجرين والأنصار
تحول اسم البلدة من "يثرب" إلى طيبة ..
لأن الثرب يعنى الفساد أو اللوم وكأن الرسول كره لها ذلك فسميت طيبة ..


مواقف ومشاهد أم عمارة :
أخذت مواقف أم عمارة تتلألأ على الساحة الإسلامية .. فهى .. ممرضة لا تبارى
ومقاتلة لاتجارى … شهدت مع الرسول أحدا .. وحضرت بيعة الرضوان وخبير .. وحنيناً .. وأصيبت بالجراحات البالغة فى "أحد" ..
وفى يوم اليمامة قطعت يدها .. وسالت دماؤها .. تخط أروع صفحات الصلابة والتضحية والفداء .. بين النساء ونحسب أن ما جرى لها كان مقدمة لإشارة ضوء وبشارة حق لدعوة الرسول لها .
قالت وهى تذب عنه فى أحرج الأوقات يوم أحد ..
" يا رسول الله أدع الله أن نرافقك فى الجنة "
قال الرسول :
" اللهم اجعلهم رفقائى فى الجنة "
وردت عليه أم عمارة ..
وقد امتلأ قلبها بالفرحة والأيمان حتى فاض على جميع جوارحها
" ما أبالى بعد هذه الدعوات ما أصابنى من الدنيا "
يوم أحد يوم فخارها :
كان أبو بكر الصديق إذا ذكر يوم أحد قال :
" ذاك يوم كله لطلحة "
ابرازا للدور الكبير الذى قام به هذا الصحابى الجليل .. دون إنكار للمواقف الأخرى
لمن ثبتوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
أحسب أنه يمكن إضفاء هذا الوسام على أم عمارة من بين النساء .. دون إنكار للأدوار الأخرى لغيرها !
لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عما فعلته أم عمارة فى ذلك اليوم
" ما التفت يميناً ولا شمالاً  إلا وأنا أرى أم عمارة  وهى تقاتل دونى "
حدثت عنها أم سعيد بنت سعد بن ربيع قالت :
دخلت على أم عمارة فقلت :
حدثينى خبرك يوم أحد ؟
قالت : خرجت أول النهار إلى أحد ..
وأنا أنظر ما يصنع الناس .. ومعى سقاء فيه ماء ..
فانتهيت إلى رسول الله وهو فى أصحابه والدولة والريح للمسلمين ..
فلما انهزم المسلمون .. انحزت إلى رسول الله ..
فجعلت أباشر القتال ..وأذب عن رسول الله بالسيف ..
وأرمى بالقوس حتى خلصت إلى الجراح ..
وهذا يعنى أنها تحولت من ساقية للماء إلى مقاتلة !
قالت أم سعيد :
فرأيت على عاتقها جرحاً له غور أجوف ..
فقلت : يا أم عمارة ..
من أصابك هذا ؟
قالت :
أقبل ابن قميئة  -"قميئة : تعنى الذليلة الحقيرة "-
أى أقبل ابن الذليلة الحقيرة ..
وقد ولى الناس عن رسول الله يصيح :
" دلونى على محمد لا نجوت إن نجا " فاعترض له مصعب بن عمير وناس معه
فكنت فيهم .. فضربنى هذه الضربة
هل تحسبين أنى تركته .. ؟
كلا .. لقد ضربته على ذلك ضربات لكن عدو الله كان عليه درعان !!
آه … لولا هذه الدروع لسلخته كآرنب حقير !
شهادة الرسول لها :
قالت أم سعيد بنت سعد بن ربيع :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان .. وفلان "
وكان يراها يومئذ تقاتل أشد القتال .. وإنها لحاجز ثوبها على وسطها حتى جرحت ثلاثة عشر جرحاً ..
إنى لأنظر لأبن قميئة .. وهو يضربها على عاتقها
وكان أعظم جراحها .. فداوته سنة
ألق ترسك إلى من يقاتل :
قالت أم عمارة :
" انكشف الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فما بقى إلا فى نفر ما يتمون عشرة .. وأنا وابناى وزوجى بين يديه نذب عنه والناس يمرون به منهزمين ..
ورآنى لا ترس معى .. ورأى رجلاً موليا معه ترس ..
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لصاحب الترس :
" ألق ترسك .. إلى من يقاتل " !!
فألقى الرجل ترسه ..
فأخذته فجعلت أتترس به عن رسول الله
أسباب ما حدث فى أحد :
مخالفة الرماة لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم ومغادرة موقعهم فوق أحد لحماية ظهر الجيش الإسلامى لجمع الغنائم التى تركها المشركون خلفهم حين حاقت بهم الهزيمة فى أول المعركة .



قالت أم عمارة :
إنما فعل بنا الأفاعيل أصحاب الخيل .. لو كانوا رجالة يحاربون على أرجلهم مثلنا لانتصرنا عليهم وأصبناهم إن شاء الله …
بعدما أخذت الترس .. أقبل رجل على فرس فضربنى فتترست له .. فلم يصنع سيفه شيئاً .. وولى .. ولكنى ضربت عرقوب فرسه ..
فوقع على ظهره .. فجعل النبى يصيح :
" يا ابن أم عمارة ، أمك .. أمك "
وأسرع ابنى إلىّ فعاوننى عليه ..  حتى أوردته شعوب  – قتلته -
وبطبيعة الحال .. لم يدر بخاطر أحد المشركين
أنه حين يقتل أحد المؤمنين بالله ..
فإنه ينال أحدى الحسنيين ..
فيقدم إلى جنة الخلود ..
وأما حين يقتل أحد المشركين بالله تعالى
فإننا نقدم لخازن جهنم بعض الوقود !
فالله تعالى يقول :
" وقودها الناس والحجارة "
وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطب       الجن (72/15)
ومن يطيق ما تطيقين ؟!
قال ابن أم عمارة :
" جرحت يومئذ جرحاُ فى عضدى اليسرى
ضربنى رجل كأنه الرقل .. ولم يعرج على ومضى عنى ..
وجعل الدم لا يرقأ … فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أعصب جرحك .. فتقبل أمى إلىّ .. ومعها عصائب فى حقويها … قد أعدتها للجراح .. فربطت جرحى والنبى واقف ينظر إلىّ "
ثم قالت :
" انهض بنى .. فضارب القوم "
فجعل النبى صلى الله عليه وسلم يقول :
" ومن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة !! "
والعجيب أن هذا الرجل الذى ضرب ابنها ومضى عنه عاد ثانية ..
ربما ليجهز على من ضربه . أو ليبحث عن ضحية أخرى
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" هذا ضارب ابنك "
قالت .. فاعترضت للرجل .. وضربت ساقه فبرك ..
فرأيت رسول الله يتبسم حتى رأيت نواجذه وقال :
" استقدتِ يا أم عمارة " ! أخذت بثأرك يا أم عمارة
ثم أقبلنا نعله بالسلاح .. ونطعنه .. حتى ألحقناه براكب الفرس !
وأتينا على نفسه … فقال النبى :
" الحمد لله الذى ظفرك .. وأقر عينك من عدوك .. وأراك ثأرك بعينك "
ارم يا ابن أم عمارة ..
قال عبد الله بن زيد بن عاصم :
شهدت أحدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
فلما تفرق الناس عنه .. دنوت منه أنا وأمى نذب عنه
قال الرسول :
" ابن أم عمارة " ؟ …    قلت : نعم ..
قال الرسول : أرم
فرميت بين يديه رجلاً من المشركين بحجر وهو على فرس ..
فأصبت عين الفرس ..
فاضطرب الفرس حتى وقع هو وصاحبه وجعلت أعلوه بالحجارة ..
حتى جعلت على الفرس والرجل حملاً ثقيلاً من الحجارة .. حتى لا يستطيع أى منهما النهوض ثانية من مكانه .. والنبى ينظر ويبتسم ..
ونظر الرسول جرح أمى على عاتقها فقال :
" أمك .. أمك .. أعصب جرحها ..  بارك الله عليكم من أهل بيت ..
مقام أمك خير من مقام فلان ..  رحمكم الله أهل البيت "
قالت : أدع الله أن نرافقك فى الجنة
فقال : اللهم أجعلهم رفقائى فى الجنة
فقالت : ما أبالى ما أصابنى من الدنيا
رغبتها فى الخروج إلى حمراء الأسد
بعد الانصراف من أحد .. نادى منادى الرسول : إلى حمراء الأسد ..
نشرت أم عمارة عليها ثيابها .. رغبة فى المضى مع الرسول إليها
قالت أم سعيد بنت سعد بن ربيع :
حاولت الذهاب إلى حمراء الأسد .. لكنها لم تستطع من شدة نزف الدماء ..
ولقد مكثنا ليتنا نضمد الجراح .. حتى أصبحنا
الرسول يسأل عنها :
لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحمراء .. ما وصل إلى بيته حتى أرسل إليها عبد الله بن كعب المازنى يسأل عنها ..
فقد كان النبى أعلم الناس بحالتها .. وما أصابها من جراحات فى أحد فرجع إليه يخبره بسلامتها ..
فسر بذلك النبى صلى الله عليه وسلم .. وعادها الرسول مرة أخرى ..
فقربت إليه خبز شعير فأكل منه .. وقال :
" تعالى فكلى "
قالت : يا رسول الله إنى صائمة
فقال : إن الصائم إذا أكل عنده لم تزل الملائكة تصلى … وتدعو له حتى يفرغ من طعامه"..
شاركت فى حرب اليمامة :
عرف الصحابة لها سابقتها فى الاسلام .. ومواقفها الصامدة المشرفة ..
فقد رؤى أبو بكر الصديق يأتيها يسأل بها وهو يومئذ خليفة فقد شاركت فى حرب اليمامة .. وقطعت يدها فى تلك الحرب … وجرحت سوى يدها أحد عشر جرحاً
وكان معها ابنها عبد الله بن زيد الذى شهد معها " أحداً " ..
عبد الله بن زيد قاتل مسيلمة الكذاب
كان مسيلمة قد قتل أخاه حبيب بن زيد وقطعه عضواً عضواً .. فأحب عبد الله بن زيد أن يأخذ بثأر أخيه فقدر الله تعالى …
أن شارك وحشياً فى قتل مسيلمة ..
رماه وحشى بالحربة وضربه عبد الله بن زيد بالسيف فقتله ويعلم الله تعالى ..
أى الضربتين كانت هى القاتلة .. أهى حربة وحشى … أم ضربة السيف من عبد الله بن زيد
تكريم عمر بن الخطاب لها :
أتى عمر رضى الله عنه بمروط .. فكان فيها مرط جيد واسع ..
فقال بعضهم : إن هذا المرط قيمته كذا .. وكذا
فلو أرسلت به يا أمير المؤمنين .. إلى زوجة عبد الله بن عمر ..
صفية بنت أبى عبيد ..وذلك حين دخلت على ابن عمر فقال :
بل أبعث به إلى من هو أحق به منها …  أم عمارة نسيبة بنت كعب

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليوم أحد :
" ما التفت يميناً .. ولا شمالاً .. إلا وأنا أراها تقاتل دونى " !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اخر الزوار

Flag Counter