عبد الله بن
حذافة
حق على كل مسلم أن يُقَبِّل رأسه ……………. وأنا .. أبدأ
التوقيع
عمر بن الخطاب
عبد الله بن حذافة
-قريشى.. سهمى ..
يكنى : أباحذافة
أبوه : حذافة بن قيس بن عدى ابن سعد بن سهم بن عمرو بن هصبعى ابن كعب بن لؤى .. القرشى السهمى
أمه: تميمة بنت حرثان من بنى الحارث بن عبد مناة ابن كنانة
أخوته :
قيس بن حذافة
خنيس بن حذافة : كان زوجاً لحفصة بنت عمر بن الخطاب قبل النبى صلى الله عليه وسلم
مواقفه فى الاسلام :
كان قديم الإسلام بمكة
هاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية مع أخيه قيس بن حذافة
لم يشهد بدراً قيل أنه شهدها …. لكن المؤكد أن الذى شهدها أخوه خنيس
وفاته : فى عهد عثمان بن عفان رضى الله عنهما
الرسول والصحابة :
حرص الرسول على أن يتعهد صحابته بالتوجيه حتى تكون عبادتهم خالصة لله تعالى
-قام عبد الله بن حذافة يصلى .. فجهر بالقراءة
قال النبى :
" لايا أبا حذافة .. لا تُسْمِعْنِى ..وسمع الله."
كلمات قليلة لكنها تعبر عن الأسلوب النبوى فى توجيه أتباعه..
هل استشعر الرسول عليه السلام..أن أبا حذافة رفع صوته ليسمع الرسول ..وأن صلاته ينقصها الخشوع وخشى أن يقع أبو حذافة فى شئ من الرياء ..فلفت نظره إلى مراعاة الإخلاص لله تعالى فى العبادة ..والانصراف بكليته إلى الرقيب الأعلى ..الذى يعلم السر وأخفى .. لآن الصلاة هى معراج الروح ..
وأنها أول ما يحاسب عليه الإنسان ..
إذا صلحت .. صلح العمل كله
وإذا فسدت .. فسد العمل كله أيضاً
والإحساس بأن كلمات الرسول توحى بهذا المعنى نستخرجه من هذه الألفاظ القليلة التى تُنْبِئُ بهذا التوجيه وتشير إليه ..
وإلا لقال له الرسول :- " لا ترفع صوتك "
بدلاً من قوله " لاتسمعنى .. وأسمع الله "
وهذا التوجيه النبوى الكريم لم يكن قاصراً على " أبى حذافة "
بل مارسه الرسول مع كبار الصحابة
كان أبو بكر إذا صلى فقرأ خفض صوته!
قال له الرسول :" لِم تصنع ذلك ؟"
قال أبو بكر :
" أناجى ربى عز وجل وقد علم حاجتى !"
قال له الرسول : أحسنت .. !
وكان عمر إذا صلى فقرأ رفع صوته !
قال له الرسول : " لم تفعل ذلك ؟"
قال عمر : " أطرد الشيطان ..! وأوقظ الوسنان..!"
قال له الرسول : " أحسنت !"
ونلاحظ أن الرسول لم يقل لعمر رغم رفع صوته :
" لاتسمعنى .. وتسمع الله "
كما قال لابن حذافة ..
بل قال لكل من أبى بكر وعمر : أحسنت !
لماذا ؟ .. لان الرسول عليه الصلاة والسلام كان هو الطبيب الروحى للمسلمين .. يعرف الداء .. ويشخصه ..
يرى بنور النبوه والإلهام الإلهى الصادق الحالة النفسية لأتباعه وأصحابه..
ويكتشف حقيقة النية النابع منها الفعل
ـــــــــــ
ثم نزل القرأن الكريم بالقاعدة الذهبية الوسطية .. فقال تعالى :
"ولا تجهر بصلاتك .. ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا . "
الاسراء / 110
إذ كان رفع الصوت بالقرآن قبل نزول هذه ال آيه مما ضايق المشركين بمكه … فاجترءوا على القرآن! ..وعلى ما أنزله! وعلى من جاء به !..
فاكتفى الرسول بأن يُسْمِعَ أصحابه ..
ولا يُسْمِعَ المشركين لعنهم الله
وربما دفع النفاق بعض من يُظْهِرُونَ غير ما يبطنون إلى رفع الصوت بالقرآن فى الصلاة ذرا بالرماد فى العيون ..
فأنزل الله تعالى هذه الآية يضع بها حدا وسطيا يُمكِّن المؤمنين من التمتع بتلاوة القرآن فى خشوع وتدبر ..
ويكبت المنافقين .. ويكشف نواياهم
ولذا قال الرسول لأبى بكر بعد نزول هذه الآيه :
" ارفع صوتك قليلا "
وقال لعمر : " اخفض صوتك قليلا"
ربما ليتلاقى الصاحبان الكبيران عند الحد الأمثل للتلاوة ..
ولعل هذا ما قصده الرسول .. من قوله لابن حذافه
" لا تسمعنى .. وسمع الله "
حتى يبعده عما يفعله المراءون المنافقون لعلمه بحسن إسلامه ..
بعض التهور :
ـ نحس أنه كان فى ابن حذافة بعض التهور وأن لسانه كان سبَّاقا على الفكر المتأنى مما جعله يقتحم بعض المواقف الذى كان بعضها سببا فى سخط أمه عليه ..
نرى وضوح هذه الصفة فيه فى موقفين نكتشف فى كل منهما عبرة وعظة..ودرسا مستفادا له ولغيره من المسلمين ..
الموقف الاول :
شارك ابن أبى حذافة أولئك الذين كانوا يلحون على الرسول بالأسئلة .. وكان منهم بعض المنافقين وبعض المتسرعين بالسؤال عما لا يحمد عقباه !
ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحتمل الجميع حتى المنافقين ـ رغم أن الله تعالى اطلعه عليهم فكان عليه السلام لا يفتأ يوجه .. ويرشد .. ويقبل التحدى فيجيب على أى سؤال مهما كان حرجا
ـ من هذه الأسئلة التى قصد به السخرية
- ناقتى ضاعت أين أجدها
ومثل هذه الأسئلة لا يليق أن توجه لرسول الله
- أسئلة أخرى قد تؤدى إلى توسيع دائرة المحرمات وتضييق دائرة الحل لولا حلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
مثل : هل فرض الله الحج على المسلمين مرة واحدة فى العمر أم فرضه عليهم كل عام مرة ؟!..
.. تجاهل الرسول هذا السؤال والإجابة عليه حتى ألحَّ السائل عليه ثلاث مرات ..
حينئذ قال الرسول مُغْضَباً .. أو متضايقا ..
" لا …………………..
ولو قلت إن الحج يجب عليكم كل عام لوجب .. وأصبح فرضا عليكم ..
ولو حدث ذلك لما استطعتم "
اتركونى ما تركتكم ..فإنما أهلك الذين من قبلكم مثل هذه الأسئلة التى
فتحت عليهم أبواب التشدد فى التكليفات والتنفيذ ..
وفى يوم ضاق الرسول بالأسئلة الحرجة ..
وأراد أن يظهر لهم أنه لا يصمت عن عجز ..
ولكنه يصمت رحمةً ورأفةً بهم ..
صعد المنبر وقال لهم ..
- " لا تسألونى اليوم عن شىء إلا بينتهُ لكم ." !!
قام رجل من الحاضرين وسأل :
أين أبى يا رسول الله ؟
قال الرسول :
" أبوك فى النار "
وقال صاحبنا عبد الله بن حذافة وسأل:
منْ أبى يا رسول الله ؟
أجاب الرسول على الفور :
" أبوك حذافة .. الابن للفراش ..وللعاهر الحجر !"
وأوشكت الأسئلة من هذا القبيل أن تنهال على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
وفزع عمر بن الخطاب ..
وخشى مغبة ما يتكشف من فضائح أخفاها الله عن عباده المؤمنين رحمة بهم .. جثا عمر على ركبتيه باكياً أمام رسول الله
ليستعطفه قائلا :
" رضينا بالله تعالى ربا وبالإسلام دينا وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم
وبالقرآن إماماً
إننا يا رسول الله .. حديثوا عهد بجاهلية وشرك
والله تعالى أعلم بحقيقة آبائنا
ومن هم ..؟
والاسلام يَجُبُّ ما قبله والله هو ساتر العورات
وكفا هذا يا رسول الله .. فسكن غضب الرسول ..
ونزل قوله الله تعالى :
" يأيها الذين أمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم .."
المائدة /101
وسمعت أم عبد الله عن الأسئلة التى وُجِهَت إلى رسول الله .. وسؤال ابنها عن أبيه ..
فاستقبلته غاضبة وهى تقول :
" مارأيت ولداً أَعَقَّ منك قط ..
أكنت تأمل أن تكون أمك قد قارفت .. ما قارف أهل الجاهلية
فتفضحها على رؤوس الناس ؟"
قال عبد الله :
" والله لو ألحقنى بعبد أسود للحقته ..
ولكنى أردت أن أبدى ما فى نفسى !!"
ـــــــــــ
موقف آخر يدل على التسرع :
-روى أنه أُسْتُعْمِلَ على سَرِيَّةٍ وأمرهم الرسول أن يسمعوا له
ويطيعوا ..! كأمير عليهم ..
أغضبوه فى شئ .. فقال لهم :
" اجمعوا لى حطباً .."
فجمعوا له ما أراد .. قال لهم :
" أوقدوا ناراً.. "
فأوقدوا له النار كما أمرهم قال :
ألم يأمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أن تسمعوا لى وتطيعوا ..؟!
قالوا : بلى ..!
قال : فادخلوها ..!!
قالوا : ندخل ماذا ؟
قال : ادخلوا هذه النار !!
قالوا : كيف ندخلها .. لا يُعذِبُ بالنار إلا خالق النار
وما فررنا إلى رسول الله إلا خوفاً من النار !!
.. وضحك عبد الله بن حذافة .. كما لو كان سكن غضبه ..
أو كما لو كان الأمر دعابة من دعاباته وأطفئت النار ..
ولما قدموا على النبى صلى الله عليه وسلم ..
ذكروا ذلك له ..
فقال النبى :
" لودخلوها ماخرجوا منها .. إنما الطاعة فى المعروف . "
وهذا درس آخر عملى قرره الرسول :
إنه لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق حتى لو كان الآمِر أميراً
ـــــــــــ
ورغم هذا الموقف فقد كان له موقف جعل الرسول يبتسم مسروراً
روى أن رجلاً أتى النبى صلى الله عليه وسلم
سأل الرسول فأعطاه ..
ثم جاء آخر فسأل الرسول .. فأعطاه
ثم جاء ثالث فسأل النبى أن يعطيه شيئاً ..
فقال النبى : ما عندى ما أعطيك ..
ولكن اذهب فاشترِ ما تحتاجه ديناً علي ..
فإذا جائنى شئ قضيته ودفعته لصاحبه
قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه :
يا رسول الله .. سُئِلتَ .. فأعطيت ..
ثم سُئِلتَ .. فأعطيت
ثم سُئِلتَ .. فوعدت
ثم سُئِلتَ.. فوعدت
وما كلفك الله بما لا تقدر عليه
.. فكره النبى قول عمر .. وظهر على وجهه !
فقام عبد الله بن حذافة .. فقال :
" أنفق يا رسول الله ولا تخش من ذى العرش إقلالا."
فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وعُرِفَ التبسم فى وجهه لهذا القول
فقد كان الرسول غاية فى الجود ..
يعطى عطاء من لا يخشى الفقر !
ـــــــــــ
رسالة الرسول إلى كسرى:
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتابه إلى كسري مع عبد الله بن حذافه..
فأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى ..
فلما قرأه .. خرقه .. ومزقه
قال الرسول :
مزق الله ملكه .. إن ربى قتل كسرى .. لا كسرى بعد اليوم
فقتله ابنه .. شيرويه وجلس على مقعده
ـــــــــــ
وفى حجة الوداع .. وتسمى حجة البلاغ
خرج الرسول إليها فى 25 ذى القعدة سنة 10 هـ
وفى منى ..
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
عبد الله بن حذافة .. ينادى الناس فى منى
قال الرسول :
يا عبد الله .. قل للناسِ فى منى :-
أنها أيام أكل .. وشرب .. وذكر ..
قال عبد الله : نعم يا رسول الله .. وانطلق لينادى
ويقال أنه كان به دعابة
فأخذ يخاطب نفسه
قال له نصفه المازح .. وهو يغترف بيده فى القضاء
ويلقى إلى جوفه إنها أيام أكل …… وشرب
أنها أيام أكل …… وشرب
أنها أيام أكل …… وشرب
وجعل يتلمظ حتى شبع
فقال له نصفه الآخر : حذار أن تنسى يا عبد الله
إنها ……… أيام ذكر
أنها ……… أيام ذكر
أنها ……… أيام ذكر
وجعل ينادى بمنى
كما أمره الرسول أن يفعل !
ـــــــــــ
صلابة الإيمان :
إن ابن حذافة هذا … الذى يقال عنه .. أنه كان به دعابة
لم تمنعه دعابته .. أن يكون صلب الإيمان … كجبل راسخ العقيدة …
لا يخشى الموت .. إذا قابله وجهاً لوجه .. ولو تمثل له .. فى أبشع صورة وأفظعها ..
أن ما حدث له .. يعد من أروع قصص الثبات على الحقيقة التى يؤمن بها .. كعين اليقين ، وعلى التمسك بالإسلام .. فى وقت قد تنخلع فيه قلوب الرجال .. لتظل قصته نبراساً ساطعاً على الحق أمام كل المجاهدين إلى ما شاء الله ..
وكان قد تدرب على يدى رسول الله ونمت شخصيته وأينعت ..
حتى اكتمل النضج فى عهد عمر بن الخطاب رضى الله عنه ..
وجه عمر الفاروق رضى الله عنه ..
جيشاً إلى الروم فيهم الصحابى عبد الله بن حذافة ..
وشاء الله تعالى ..
أن يقع فى الأسر فذهبوا به إلى ملكهم .. وقالوا له :-
" إن هذا من أصحاب محمد "
نظر إليه الملك .. فرأى فيه شيئاً ما .. محبباً إليه
فقال له : يا هذا .. دع ما أنت فيه .. وابق معنا
قال له عبد الله .. وماذا أفعل هنا قال الملك : تعتنق ديانتنا ..
وتبقى كواحد من حرسنا
قال : عبد الله ..كيف أترك أصحاب رسول الله
اترك أمير المؤمنين عمر .. وأعيش بعيداً .. معتنقاً دينا آخر غير الذى آمنت به
نحن نخيرك بين حياة الشظف التى تعيشونها مع أميركم العربى وبين حياة أخرى رغدة ناعمة ..
- نحن نعيش فى الدنيا فى نطاق ما أحل الله وحرم فلا نحرم حلالاً .. ولا نحل حراماً .. وكان نبينا يعيش بواحد منا ، يشبع يوماً فيشكر الله ويجوع يوماً فيصبر على ما أراد الله .. انتظاراً للجزاء الأكبر يوم القيامة.
الملك : إما أن تعتنق ديننا وإما …
- عبد الله :- وإما ماذا .. ؟
- الملك : وإما أن تقتل شر قتله
- عبد الله : افعل ما بدا لك
الملك : بإشارة خفية .. " اقتلوه بالسهام "
وشُدَّ إلى الصليب .. وانهالت السهام من حوله ..
قريباً من يديه .. من رجليه .. من رأسه
وهو ينطق بالشهادة .
الملك : وقد أُعْجِبَ به ..
يعرض عليه النجاة من القتل
: تَنَصَّرْ .. وانج بحياتك
- :لا أفعل
الملك : تنصر .. وإلا ألقيتك فى البقرة ()
- : ما أفعل
ودعا الملك بالبقرة النحاس .. وملئت زيتاً وأوقدوا عليها النار حتى الغليان .. ثم دعا برجل من أسرى المسلمين فعرض عليه النصرانية فآبى .. فألقاه فى الزيت الذى يغلى ..
فإذا عظامه تلوح ويحترق لحمه ..
قال الملك لابن حذافة :
تنصر .. وإلا ألقيتك
قال : ما يكون لى أن أفعل ذلك
الملك : ألقوه فى البقرة
عبد الله بن حذافة : يبكى
قالوا للملك : لقد جزع .. إنه يبكى
قال الملك : ردوه .. عرضَ عليه النصرانية
- : ما أفعل !
الملك : ما الذى أبكاك إذن .. ؟ ما أعجب أمرك ؟
ابن حذافة : قلت فى نفسى
أُلْقَىَ هذه الساعة .. فى هذه البقرة
فأموت .. وكنت اشتهى … أن يكون لى ..
بكل شعرة فى جسدى نفس تلقى فى الله
ازداد الملك إعجاباً به وأحب أن يُطْلِقَهُ
قال الملك : تنصَّر وأزوجك ابنتى ..
وأقاسمك ملكى
قال : ما أفعل .
قال الملك : قَبِّل رأسى .. وأطلقك
"لعله رأى فى ذلك نصراً عليه وإذلالاً له .
قال عبد الله وتطلق جميع أسارى المسلمين معى ..
قال الملك : معجباً به 0
أطلقك وأطلق جميع أسارى المسلمين
قال عبد الله : قلت فى نفسى
عدو من أعداء الله .. أقبل رأسه فيخلى عنى وعن أسارى المسلمين
.. لا أبالى .. !
فدنا منه .. فقبل رأسه ..
ـــــــــــ
فدفع إليه الأسارى
فقدم بهم على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
فأخبر عمر بخبره وما كان منه
فقال عمر : حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حذافة
وأنا أبدأ .. وقام عمر فقبل رأسه ..
ـــــــــــ
مزاح الصحابة معه :
كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يمازحون عبد الله فيقولون له :- قَبَّلتَ رأس علج () ؟
وكان يضحك ويقول لهم .. بل قبلت رأس عجل !
ولكن الله أطلق بتلك القبلة ثمانين من المسلمين من أمثالكم
كانت ستأكلهم بقرته
ـــــــــــ
حذافة
حق على كل مسلم أن يُقَبِّل رأسه ……………. وأنا .. أبدأ
التوقيع
عمر بن الخطاب
عبد الله بن حذافة
-قريشى.. سهمى ..
يكنى : أباحذافة
أبوه : حذافة بن قيس بن عدى ابن سعد بن سهم بن عمرو بن هصبعى ابن كعب بن لؤى .. القرشى السهمى
أمه: تميمة بنت حرثان من بنى الحارث بن عبد مناة ابن كنانة
أخوته :
قيس بن حذافة
خنيس بن حذافة : كان زوجاً لحفصة بنت عمر بن الخطاب قبل النبى صلى الله عليه وسلم
مواقفه فى الاسلام :
كان قديم الإسلام بمكة
هاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية مع أخيه قيس بن حذافة
لم يشهد بدراً قيل أنه شهدها …. لكن المؤكد أن الذى شهدها أخوه خنيس
وفاته : فى عهد عثمان بن عفان رضى الله عنهما
الرسول والصحابة :
حرص الرسول على أن يتعهد صحابته بالتوجيه حتى تكون عبادتهم خالصة لله تعالى
-قام عبد الله بن حذافة يصلى .. فجهر بالقراءة
قال النبى :
" لايا أبا حذافة .. لا تُسْمِعْنِى ..وسمع الله."
كلمات قليلة لكنها تعبر عن الأسلوب النبوى فى توجيه أتباعه..
هل استشعر الرسول عليه السلام..أن أبا حذافة رفع صوته ليسمع الرسول ..وأن صلاته ينقصها الخشوع وخشى أن يقع أبو حذافة فى شئ من الرياء ..فلفت نظره إلى مراعاة الإخلاص لله تعالى فى العبادة ..والانصراف بكليته إلى الرقيب الأعلى ..الذى يعلم السر وأخفى .. لآن الصلاة هى معراج الروح ..
وأنها أول ما يحاسب عليه الإنسان ..
إذا صلحت .. صلح العمل كله
وإذا فسدت .. فسد العمل كله أيضاً
والإحساس بأن كلمات الرسول توحى بهذا المعنى نستخرجه من هذه الألفاظ القليلة التى تُنْبِئُ بهذا التوجيه وتشير إليه ..
وإلا لقال له الرسول :- " لا ترفع صوتك "
بدلاً من قوله " لاتسمعنى .. وأسمع الله "
وهذا التوجيه النبوى الكريم لم يكن قاصراً على " أبى حذافة "
بل مارسه الرسول مع كبار الصحابة
كان أبو بكر إذا صلى فقرأ خفض صوته!
قال له الرسول :" لِم تصنع ذلك ؟"
قال أبو بكر :
" أناجى ربى عز وجل وقد علم حاجتى !"
قال له الرسول : أحسنت .. !
وكان عمر إذا صلى فقرأ رفع صوته !
قال له الرسول : " لم تفعل ذلك ؟"
قال عمر : " أطرد الشيطان ..! وأوقظ الوسنان..!"
قال له الرسول : " أحسنت !"
ونلاحظ أن الرسول لم يقل لعمر رغم رفع صوته :
" لاتسمعنى .. وتسمع الله "
كما قال لابن حذافة ..
بل قال لكل من أبى بكر وعمر : أحسنت !
لماذا ؟ .. لان الرسول عليه الصلاة والسلام كان هو الطبيب الروحى للمسلمين .. يعرف الداء .. ويشخصه ..
يرى بنور النبوه والإلهام الإلهى الصادق الحالة النفسية لأتباعه وأصحابه..
ويكتشف حقيقة النية النابع منها الفعل
ـــــــــــ
ثم نزل القرأن الكريم بالقاعدة الذهبية الوسطية .. فقال تعالى :
"ولا تجهر بصلاتك .. ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا . "
الاسراء / 110
إذ كان رفع الصوت بالقرآن قبل نزول هذه ال آيه مما ضايق المشركين بمكه … فاجترءوا على القرآن! ..وعلى ما أنزله! وعلى من جاء به !..
فاكتفى الرسول بأن يُسْمِعَ أصحابه ..
ولا يُسْمِعَ المشركين لعنهم الله
وربما دفع النفاق بعض من يُظْهِرُونَ غير ما يبطنون إلى رفع الصوت بالقرآن فى الصلاة ذرا بالرماد فى العيون ..
فأنزل الله تعالى هذه الآية يضع بها حدا وسطيا يُمكِّن المؤمنين من التمتع بتلاوة القرآن فى خشوع وتدبر ..
ويكبت المنافقين .. ويكشف نواياهم
ولذا قال الرسول لأبى بكر بعد نزول هذه الآيه :
" ارفع صوتك قليلا "
وقال لعمر : " اخفض صوتك قليلا"
ربما ليتلاقى الصاحبان الكبيران عند الحد الأمثل للتلاوة ..
ولعل هذا ما قصده الرسول .. من قوله لابن حذافه
" لا تسمعنى .. وسمع الله "
حتى يبعده عما يفعله المراءون المنافقون لعلمه بحسن إسلامه ..
بعض التهور :
ـ نحس أنه كان فى ابن حذافة بعض التهور وأن لسانه كان سبَّاقا على الفكر المتأنى مما جعله يقتحم بعض المواقف الذى كان بعضها سببا فى سخط أمه عليه ..
نرى وضوح هذه الصفة فيه فى موقفين نكتشف فى كل منهما عبرة وعظة..ودرسا مستفادا له ولغيره من المسلمين ..
الموقف الاول :
شارك ابن أبى حذافة أولئك الذين كانوا يلحون على الرسول بالأسئلة .. وكان منهم بعض المنافقين وبعض المتسرعين بالسؤال عما لا يحمد عقباه !
ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحتمل الجميع حتى المنافقين ـ رغم أن الله تعالى اطلعه عليهم فكان عليه السلام لا يفتأ يوجه .. ويرشد .. ويقبل التحدى فيجيب على أى سؤال مهما كان حرجا
ـ من هذه الأسئلة التى قصد به السخرية
- ناقتى ضاعت أين أجدها
ومثل هذه الأسئلة لا يليق أن توجه لرسول الله
- أسئلة أخرى قد تؤدى إلى توسيع دائرة المحرمات وتضييق دائرة الحل لولا حلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
مثل : هل فرض الله الحج على المسلمين مرة واحدة فى العمر أم فرضه عليهم كل عام مرة ؟!..
.. تجاهل الرسول هذا السؤال والإجابة عليه حتى ألحَّ السائل عليه ثلاث مرات ..
حينئذ قال الرسول مُغْضَباً .. أو متضايقا ..
" لا …………………..
ولو قلت إن الحج يجب عليكم كل عام لوجب .. وأصبح فرضا عليكم ..
ولو حدث ذلك لما استطعتم "
اتركونى ما تركتكم ..فإنما أهلك الذين من قبلكم مثل هذه الأسئلة التى
فتحت عليهم أبواب التشدد فى التكليفات والتنفيذ ..
وفى يوم ضاق الرسول بالأسئلة الحرجة ..
وأراد أن يظهر لهم أنه لا يصمت عن عجز ..
ولكنه يصمت رحمةً ورأفةً بهم ..
صعد المنبر وقال لهم ..
- " لا تسألونى اليوم عن شىء إلا بينتهُ لكم ." !!
قام رجل من الحاضرين وسأل :
أين أبى يا رسول الله ؟
قال الرسول :
" أبوك فى النار "
وقال صاحبنا عبد الله بن حذافة وسأل:
منْ أبى يا رسول الله ؟
أجاب الرسول على الفور :
" أبوك حذافة .. الابن للفراش ..وللعاهر الحجر !"
وأوشكت الأسئلة من هذا القبيل أن تنهال على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
وفزع عمر بن الخطاب ..
وخشى مغبة ما يتكشف من فضائح أخفاها الله عن عباده المؤمنين رحمة بهم .. جثا عمر على ركبتيه باكياً أمام رسول الله
ليستعطفه قائلا :
" رضينا بالله تعالى ربا وبالإسلام دينا وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم
وبالقرآن إماماً
إننا يا رسول الله .. حديثوا عهد بجاهلية وشرك
والله تعالى أعلم بحقيقة آبائنا
ومن هم ..؟
والاسلام يَجُبُّ ما قبله والله هو ساتر العورات
وكفا هذا يا رسول الله .. فسكن غضب الرسول ..
ونزل قوله الله تعالى :
" يأيها الذين أمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم .."
المائدة /101
وسمعت أم عبد الله عن الأسئلة التى وُجِهَت إلى رسول الله .. وسؤال ابنها عن أبيه ..
فاستقبلته غاضبة وهى تقول :
" مارأيت ولداً أَعَقَّ منك قط ..
أكنت تأمل أن تكون أمك قد قارفت .. ما قارف أهل الجاهلية
فتفضحها على رؤوس الناس ؟"
قال عبد الله :
" والله لو ألحقنى بعبد أسود للحقته ..
ولكنى أردت أن أبدى ما فى نفسى !!"
ـــــــــــ
موقف آخر يدل على التسرع :
-روى أنه أُسْتُعْمِلَ على سَرِيَّةٍ وأمرهم الرسول أن يسمعوا له
ويطيعوا ..! كأمير عليهم ..
أغضبوه فى شئ .. فقال لهم :
" اجمعوا لى حطباً .."
فجمعوا له ما أراد .. قال لهم :
" أوقدوا ناراً.. "
فأوقدوا له النار كما أمرهم قال :
ألم يأمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أن تسمعوا لى وتطيعوا ..؟!
قالوا : بلى ..!
قال : فادخلوها ..!!
قالوا : ندخل ماذا ؟
قال : ادخلوا هذه النار !!
قالوا : كيف ندخلها .. لا يُعذِبُ بالنار إلا خالق النار
وما فررنا إلى رسول الله إلا خوفاً من النار !!
.. وضحك عبد الله بن حذافة .. كما لو كان سكن غضبه ..
أو كما لو كان الأمر دعابة من دعاباته وأطفئت النار ..
ولما قدموا على النبى صلى الله عليه وسلم ..
ذكروا ذلك له ..
فقال النبى :
" لودخلوها ماخرجوا منها .. إنما الطاعة فى المعروف . "
وهذا درس آخر عملى قرره الرسول :
إنه لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق حتى لو كان الآمِر أميراً
ـــــــــــ
ورغم هذا الموقف فقد كان له موقف جعل الرسول يبتسم مسروراً
روى أن رجلاً أتى النبى صلى الله عليه وسلم
سأل الرسول فأعطاه ..
ثم جاء آخر فسأل الرسول .. فأعطاه
ثم جاء ثالث فسأل النبى أن يعطيه شيئاً ..
فقال النبى : ما عندى ما أعطيك ..
ولكن اذهب فاشترِ ما تحتاجه ديناً علي ..
فإذا جائنى شئ قضيته ودفعته لصاحبه
قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه :
يا رسول الله .. سُئِلتَ .. فأعطيت ..
ثم سُئِلتَ .. فأعطيت
ثم سُئِلتَ .. فوعدت
ثم سُئِلتَ.. فوعدت
وما كلفك الله بما لا تقدر عليه
.. فكره النبى قول عمر .. وظهر على وجهه !
فقام عبد الله بن حذافة .. فقال :
" أنفق يا رسول الله ولا تخش من ذى العرش إقلالا."
فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وعُرِفَ التبسم فى وجهه لهذا القول
فقد كان الرسول غاية فى الجود ..
يعطى عطاء من لا يخشى الفقر !
ـــــــــــ
رسالة الرسول إلى كسرى:
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتابه إلى كسري مع عبد الله بن حذافه..
فأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى ..
فلما قرأه .. خرقه .. ومزقه
قال الرسول :
مزق الله ملكه .. إن ربى قتل كسرى .. لا كسرى بعد اليوم
فقتله ابنه .. شيرويه وجلس على مقعده
ـــــــــــ
وفى حجة الوداع .. وتسمى حجة البلاغ
خرج الرسول إليها فى 25 ذى القعدة سنة 10 هـ
وفى منى ..
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
عبد الله بن حذافة .. ينادى الناس فى منى
قال الرسول :
يا عبد الله .. قل للناسِ فى منى :-
أنها أيام أكل .. وشرب .. وذكر ..
قال عبد الله : نعم يا رسول الله .. وانطلق لينادى
ويقال أنه كان به دعابة
فأخذ يخاطب نفسه
قال له نصفه المازح .. وهو يغترف بيده فى القضاء
ويلقى إلى جوفه إنها أيام أكل …… وشرب
أنها أيام أكل …… وشرب
أنها أيام أكل …… وشرب
وجعل يتلمظ حتى شبع
فقال له نصفه الآخر : حذار أن تنسى يا عبد الله
إنها ……… أيام ذكر
أنها ……… أيام ذكر
أنها ……… أيام ذكر
وجعل ينادى بمنى
كما أمره الرسول أن يفعل !
ـــــــــــ
صلابة الإيمان :
إن ابن حذافة هذا … الذى يقال عنه .. أنه كان به دعابة
لم تمنعه دعابته .. أن يكون صلب الإيمان … كجبل راسخ العقيدة …
لا يخشى الموت .. إذا قابله وجهاً لوجه .. ولو تمثل له .. فى أبشع صورة وأفظعها ..
أن ما حدث له .. يعد من أروع قصص الثبات على الحقيقة التى يؤمن بها .. كعين اليقين ، وعلى التمسك بالإسلام .. فى وقت قد تنخلع فيه قلوب الرجال .. لتظل قصته نبراساً ساطعاً على الحق أمام كل المجاهدين إلى ما شاء الله ..
وكان قد تدرب على يدى رسول الله ونمت شخصيته وأينعت ..
حتى اكتمل النضج فى عهد عمر بن الخطاب رضى الله عنه ..
وجه عمر الفاروق رضى الله عنه ..
جيشاً إلى الروم فيهم الصحابى عبد الله بن حذافة ..
وشاء الله تعالى ..
أن يقع فى الأسر فذهبوا به إلى ملكهم .. وقالوا له :-
" إن هذا من أصحاب محمد "
نظر إليه الملك .. فرأى فيه شيئاً ما .. محبباً إليه
فقال له : يا هذا .. دع ما أنت فيه .. وابق معنا
قال له عبد الله .. وماذا أفعل هنا قال الملك : تعتنق ديانتنا ..
وتبقى كواحد من حرسنا
قال : عبد الله ..كيف أترك أصحاب رسول الله
اترك أمير المؤمنين عمر .. وأعيش بعيداً .. معتنقاً دينا آخر غير الذى آمنت به
نحن نخيرك بين حياة الشظف التى تعيشونها مع أميركم العربى وبين حياة أخرى رغدة ناعمة ..
- نحن نعيش فى الدنيا فى نطاق ما أحل الله وحرم فلا نحرم حلالاً .. ولا نحل حراماً .. وكان نبينا يعيش بواحد منا ، يشبع يوماً فيشكر الله ويجوع يوماً فيصبر على ما أراد الله .. انتظاراً للجزاء الأكبر يوم القيامة.
الملك : إما أن تعتنق ديننا وإما …
- عبد الله :- وإما ماذا .. ؟
- الملك : وإما أن تقتل شر قتله
- عبد الله : افعل ما بدا لك
الملك : بإشارة خفية .. " اقتلوه بالسهام "
وشُدَّ إلى الصليب .. وانهالت السهام من حوله ..
قريباً من يديه .. من رجليه .. من رأسه
وهو ينطق بالشهادة .
الملك : وقد أُعْجِبَ به ..
يعرض عليه النجاة من القتل
: تَنَصَّرْ .. وانج بحياتك
- :لا أفعل
الملك : تنصر .. وإلا ألقيتك فى البقرة ()
- : ما أفعل
ودعا الملك بالبقرة النحاس .. وملئت زيتاً وأوقدوا عليها النار حتى الغليان .. ثم دعا برجل من أسرى المسلمين فعرض عليه النصرانية فآبى .. فألقاه فى الزيت الذى يغلى ..
فإذا عظامه تلوح ويحترق لحمه ..
قال الملك لابن حذافة :
تنصر .. وإلا ألقيتك
قال : ما يكون لى أن أفعل ذلك
الملك : ألقوه فى البقرة
عبد الله بن حذافة : يبكى
قالوا للملك : لقد جزع .. إنه يبكى
قال الملك : ردوه .. عرضَ عليه النصرانية
- : ما أفعل !
الملك : ما الذى أبكاك إذن .. ؟ ما أعجب أمرك ؟
ابن حذافة : قلت فى نفسى
أُلْقَىَ هذه الساعة .. فى هذه البقرة
فأموت .. وكنت اشتهى … أن يكون لى ..
بكل شعرة فى جسدى نفس تلقى فى الله
ازداد الملك إعجاباً به وأحب أن يُطْلِقَهُ
قال الملك : تنصَّر وأزوجك ابنتى ..
وأقاسمك ملكى
قال : ما أفعل .
قال الملك : قَبِّل رأسى .. وأطلقك
"لعله رأى فى ذلك نصراً عليه وإذلالاً له .
قال عبد الله وتطلق جميع أسارى المسلمين معى ..
قال الملك : معجباً به 0
أطلقك وأطلق جميع أسارى المسلمين
قال عبد الله : قلت فى نفسى
عدو من أعداء الله .. أقبل رأسه فيخلى عنى وعن أسارى المسلمين
.. لا أبالى .. !
فدنا منه .. فقبل رأسه ..
ـــــــــــ
فدفع إليه الأسارى
فقدم بهم على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
فأخبر عمر بخبره وما كان منه
فقال عمر : حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حذافة
وأنا أبدأ .. وقام عمر فقبل رأسه ..
ـــــــــــ
مزاح الصحابة معه :
كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يمازحون عبد الله فيقولون له :- قَبَّلتَ رأس علج () ؟
وكان يضحك ويقول لهم .. بل قبلت رأس عجل !
ولكن الله أطلق بتلك القبلة ثمانين من المسلمين من أمثالكم
كانت ستأكلهم بقرته
ـــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق