ly

Translate

الصحابي جليبيب

جُلَيبيب

قتل سبعة وقتلوه
زوَّجه رسول الله صلى الله عليه وسلم
 ودعا لزوجه فقال :
اللهم صب عليها الخير صباً .. صبا ..
ولا تجعل عيشها كداً ... كداً

فما كان فى الأنصار أيمٌ أنفق منها


جُلَيبيب
أنصارى
التعريف :
إنه جُلَيبيب..  على وزن قُنَيْديل
ــــــــــ
نحن نعرف الكثير عن المشاهير ..
ولكن ..
أليس من واجبنا أن نتحدث عن أناس لا يعرفهم التاريخ باسم آبائهم وأجدادهم .. ولا بأعمالهم العظيمة الخالدة ..
.. أناس مجهولون .. ولكن كان لهم موقف معين ..
يستحق منا أن نقف عنده ..  ونلفت الأنظار إليه ..
فقد يكون فى أحد المواقف العابرة ..
عظة وعبرة ... يحسن بنا ألا نتركها تضيع بين أمواج التاريخ المزدحمة بالبطولات الكبيرة ..
لذا .. ومع احترامنا وتقديرنا .. وتوقيرنا للشخصيات الإسلامية التى فرضت نفسها على التاريخ الإسلامى بل ... والعالمى ..
فإنه لا يضير هذه الشخصيات أن نطالع إلى من يقفون حولها جنباً إلى جنب
مادام فى ذكرهم .. شئ هام يقال ... يمكن أن تلتفت له الأجيال ...
من هذه الشخصيات المغمورة
جُلَبيب الأنصارى
بعض صفات جُلَبيب :
قيل عنه ..  كان قصيراً  ... ودميماً .. ولا أظن أن القصر ..
إذا أضيق إليه الدمامة .. بالشئ الذى يحبب النساء فى صاحبها ..
بل .. لعل العكس هو الصحيح .. فالنساء غالباً .. والفتيات خاصة ..
يردن فارس الأحلام .. فارعاً .. جميلاً .. ممشوقاً
إلا إذا كان له رصيد آخر .. يعوض ما يعتبر نقصاً .. فى زوج المستقبل
وغالباً ما يكون الرصيد الآخر شيئاً
يدور حول النسب العريق .. أو القوة أو الجاه الأثير ..
أو المال الوفير .. أو كل ذلك جميعاً ..
وقلما يُجدى الخلق الطيب إذا كان هو الفارس الوحيد فى الميدان ..
حتى لو أضيف له خفة دم .. أو رشاقة روح ..
جُلَبيب خفيف الدم :
ويظهر أنه أطلق عليه " جُلَبيب "
لأنه القصير الذى يكفيه جلباب صغير بقدر قامته القصيرة ..
لأن جُلَبيب تصغير لكلمة جلباب بمعنى قميص
ويبدو أنه كان خفيف الظل والدم والروح
فقد أخرج أحمد عن أبى برزة الأسلمى رضى الله عنه
أن جُلَيبيباً كان امرأ يدخل على النساء يمر بهن .. ويلاعبهن ..
قال أبو برزة لأهله : ..
.. لا تُدْخِلَنَ عليكم " جُلَيبيباً " ..
إن دخل عليكم ..    لأفعلن .. ولأفعلن ..
ويظهر أنه لم يكن ذا خطر على النساء
بل لعلهن لم يستشعرن حرجاً فى مداعباته والحديث معه لدمامته .. وقصر قامته ..
جُلَبيب يشكو للرسول :-
ولعل جُلَبيب شكى لرسول الله صلى الله عليه وسلم  ما يلاقيه من إعراض الناس عن تزويجه .. لأسباب لا يد له فيها ..
ولمس الرسول فيه أيضاً  خلقاً طيباً ... ونفساً رضية .. ورغبة مشروعة ..
لا حرج فى تحقيقها ..
ــــــــــ
قال النبى لرجل من الأنصار :-
" زوجنى ابنتك " !
قل الرجل فرحا ً :-
نعم وكرامة يا رسول الله .. ونعمة عين
وهل يجد مثلى أحداً أفضل من رسول الله ؟
قال الرسول :-
"إنى لست أريدها لنفسى "
وابتلع الرجل ريقه ..  ودارت الأفكار بسرعة فى رأسه
قال : فلمن يا رسول الله ؟
إنى طوع أمرك ..
قال الرسول  " لجُلَبيب " ! :
يا للطامة الكبرى ..  جُلَبيب هذا الذى ترفضه الفتيات !!
جُلَبيب ..     القصير ... الدميم ...
جُلَبيب .. الذى يُضِحكُ النساء .. ويضحكن منه .. !
لم يستطع الرجل أن يرفض طلب رسول صلى الله عليه وسلم  ..فى مواجهته ..
وفكر فى طريقة للخروج من هذا المأزق
وأسعفه تفكيره .. وقد جف حلقه
فقال : أشاور أمها ..
ــــــــــ
وذهب الرجل يجر رجليه جراً إلى بيته ..
فطالعته زوجه فقال لها :
.. " إن رسول الله يخطب ابنتك "
وتهلل وجه المرأة  ... وقالت :
وا فرحتاه .. نعم .. ونعمة عين
مالك يا رجل .. مصفر الوجه .. كأنك خارج من جُب ..
.. أفى مثل هذه الساعة .. تأتى هكذا ..
دعنى أخبر الجيران .. :
قال الرجل :
اصبرى يا امرأة .. إنه ليس يخطبها لنفسه
وتراجعت المرأة قليلاً إلى الوراء ..
وقالت :
لعله يخطبها لأحد صحابته ..
أو ...
ولم يدعها زوجها تكمل
وقال لها وكـأنه يلقى عليها ببعض الحصيات التى أحرقتها حرارة الشمس الملتهبة..
يلقيها عليها حصاة .. حصاة .. فى تؤدة شديد ..
إنه ... يطلبها ..     يخطبها
قالت المرأة ..
    لِمَنْ يا رجل .. ؟؟
            قل .. بشَّرك الله بالخير
قال الزوج : إنه .. يطلبها ..     يخطبها ..
وصمت الرجل .. ونظر إلى عيون زوجته
قالت : المرأة ..     أكمل قبل أن ..
قال الرجل : " لجُلَبيب "
قالت المرأة :
        وا مصيبتاه ..
        وا مصيبتاه ..
        إنيه .. إنيه ()
        لجُلَبيب إنيه
لا .. لعمر الله
            لا نزوجه
ــــــــــ
وقال الزوج : هل هذا رأيك
قالت المرأة : وهل هناك رأى آخر
        نزوج ابنتنا ..
لمن ترفضه الفتيات جميعاً ..
وكانت الفتاة تصغى ..
لجميع ما دار بين أمها وأبيها
فلما همَّ الرجل بالانصراف ..
ليخبر النبى بما قالت أم الفتاة
قالت الجارية :
    من خطبنى إليكم ؟
قالت الأم :
     خطبك رسول الله ..
            لجُلَبيب  ..
أرأيت حظك العاثر يا بنيه
قالت الجارية :
لماذا تقولين هذا يا أماه ؟
أتردون أمر رسول الله
.. ادفعونى إليه ..
فإنه لن يضيعنى
وخجل الأب ..
وأطرقت الأم ..
هذه الجارية ..
أكثر منهما حكمة ..
ووثوقاً برسول الله صلى الله عليه وسلم 
قالت الجارية :
إذهب يا أبى إلى رسول الله ..
وأخبره أنى لا أعصى له أمراً
وتلت قول الله تعالى :
" وما كان لمؤمن ولا مؤمنة "
" إذا قضى الله ورسوله أمراً "
" إن يكون لهم الخيرة من أمرهم "
رضيت ... وسلمت ..
رضيت ... وسلمت ..
لِما يرضى لى به رسول الله صلى الله عليه وسلم 
وروى الرجل لرسول الله ...
كل ما دار بينه وبين زوجته ..
وما قالته الابنة ..
وما تلته من كتاب الله تعالى
فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم  وقال :
" اللهم أصبب عليها الخير صبا ولا تجعل عيشها كدّاً .."
ــــــــــ
وزوجها الرسول " جُلَيبيبا "
ــــــــــ
 جُلَبيب يغزو مع الرسول :
- خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم  فى غزاة له .. فلما أفاء الله عز وجل عليه 
قال الرسول ؟
        هل تفقدون من أحد ؟
قالوا :    لا
قال الرسول : لكنى أفقد " جُلَبيباً "
" فاطلبوه "
فوجدوه .. إلى جنب سبعة رجال قتلهم ثم قتلوه .
فقالوا : يا رسول الله .. ها هو ذا إلى جنب سبعة
قتلهم ... وقُتِلَ إلى جوارهم ..
ــــــــــ
فأتاه النبى صلى الله عليه وسلم  فقال :
" قتل سبعة .. ثم قتلوه !
" هذا منى .. وأنا منه .. "
قالها : مرتين أو ثلاثاً .. ثم بسط الرسول ذراعيه
ووُضِعَ جُلَبيب على ذراعى النبى
ماله سرير إلا ساعد النبى .. حتى دُفِنَ ..
لم يُذْكر أنه غسله
قال ثابت : فما كان فى الأنصار أيِّمٌ أنفق منها وأكثر منها خيراً ..
بفضل دعاء الرسول لها
" اللهم .. صب عليها الخير صباً صباً
ولا تجعل عيشها .. كدَّاً .. كدَّاً.. "
بقى أن نقول : 
أن  المعاملة النبوية الكريمة الرحيمة التى حبا بها رسول الله جُلَبيباً..
كانت سبباً فى أن تجعل منه البطل المجاهد المغمور .. الذى لم يفتقده أحد ممن كان معه .. إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اخر الزوار

Flag Counter