ly

Translate

خزيمة بن ثابت الانصاري

خزيمة ابن ثابت بن الفاكه الأنصارى
ذو الشهادتين
...
:- بم تشهد ؟
ولم تكن حاضراً ؟! "
:- بتصديقك يا رسول الله
أنا أصدقك بخبر السماء
ولا أصدقك بما تقول ؟!



عن أنس رضى الله عنه قال :-
افتخر الحيان : الأوس والخزرج
فقالت الأوس :-
- منا غسيل الملائكة .. حنظلة بن الراهب
- ومنا من اهتز له العرش .. سعد بن معاذ
- ومنا من حملته الدبر .. عاصم بن ثابت ابن أبى الأفلح
- ومنا من أجيزت شهادته  بشهادة رجلين : خزيمة بن ثابت
رضوان الله عليهم أجمعين
ـــــــــــ
وقالت الخزرجيون :-
منا أربعة جمعوا القرآن على عهد رسول الله عليه وسلم
لم يجمعه غيرهم :-     زيد بن ثابت
            أبى بن سعد
                معاذ بن جبل
            أبو زيد
خزيمة
ابن ثابت الفاكه الأنصارى
هو خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة ابن عامر بن غيان بن عامر بن خطمة ابن جشم بن مالك بن الأوس ..
فهو الأنصارى الأوس .. ثم من بنى خطمة
أمه : كبشة بنت أوس من بنى ساعدة
يكنى : أبو عمارة .. وهو : ذو  الشهادتين
جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين !
فلماذا ؟!…
ـــــــــــ
 المشاهد التى حضرها
شهد غزوة بدر .. وهى أشهر الغزوات ولعل شهرتها الواسعة جاءت لأنها كانت أول لقاء مع المشركين ..
فهى أول تجربة للصدام الإسلامى مع أهل الكفر .. على غير استعداد مسبق
وكان عدد المشركين ثلاثة أضعاف عدد المسلمين ..
كما كانوا أكثر منهم عدة وعتاداً ..
بينما خرج المسلمون دون إعداد كاف لهذا اللقاء الكبير ..
فقد كان هدفهم هو التعرض لعير أبى سفيان .. وهى فى طريقها إلى الشام
فلما أفلتت فى الذهاب ..
خرجوا لها عند العودة .. فأفلتت منهم كذلك .. بسبب  حرص أبى سفيان
فى إلتقاطه الأخبار عن المسلمين وتحركاتهم ..
شهد خزيمة بدراً .. وشهد المشاهد كلها بعدها واستعد الرسول لفتح مكة فأمر المسلمين بالجهاد
وأمر أهله أن يجهزوه .. وكتم الذهاب إلى مكة أول الأمر
فدخل أبو بكر على عائشة ابنته رضى الله عنها وهى تحرك وتعد بعض جهاز الرسول صلى الله عليه وسلم 
فقال لها : هل أمركم رسول الله أن تجهزوه ؟
قالت : نعم ، فتجهز
قالت : فأين ترينه يريد ؟
قالت : لا والله ما أدرى
ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  أعلم الناس أنه سائر إلى مكة
وأمرهم بالجدِ والتهيؤ وقال :
" اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها فى بلادها "
فتجهز الناس وتجهز معهم خزيمة بن ثابت الأنصارى الأوسى ..
وحتى فى فتح مكة ذكر الرسول غزوة بدر ومن شارك فيها فقال لعمر بن الخطاب حين أراد أن يضرب عنق حاطب بن أبى بلتعة لإفشائه سر التوجه إلى مكة .
قال الرسول صلى الله عليه وسلم 
" وما يدريك يا عمر ، لعل الله قد اطلع على أصحاب بدر يوم بدر فقال :
" اعملوا ما شئتم ، فقد غفرت لكم "
ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم  لسفره إلى مكة واستخلف على المدينة
أبا رهم .. وذلك لعشرة أيام مضين من رمضان .
وكان الرسول فى عشرة آلاف من المسلمين .
وخرج معه المهاجرون والأنصار لم يتخلف منهم أحد
ومرت القبائل فى الجيش الإسلامى قبيلة وراء قبيلة حتى مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم  فى كتيبته الخضراء فيها المهاجرون والأنصار رضى الله عنهم لا يرى منهم إلا العيون من الحديد .. وفى جنودها خزيمة بن ثابت
فقال أبو سفيان الذى رأى هذا المشهد متفرجاً .. وليس مقاتلاً كما كان من قبل .
بينما كان خزيمة بن ثابت يحمل راية بنى خطمة بيده يوم الفتح مع من يحملون رايات قبائلهم ..
سبحان الله يا عباس .. من هؤلاء ؟
قال العباس : رسول الله صلى الله عليه وسلم  فى المهاجرين والأنصار ..
قال أبو سفيان : ما لأحد بهؤلاء قِبَلٌ ولا طاقة ..
ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم  البيت يوم الفتح فرأى فيه صور الملائكة وغيرهم .. فرأى إبراهيم عليه السلام مصوراً وفى يده الأزلام يستقسم بها
فقال الرسول : قاتلهم الله جعلوا شيخنا يستقسم بالأزلام
ما شان إبراهيم والأزلام ..؟
" ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً
وما كان من المشركين"
ثم أمر بتلك الصور كلها فطمست ..
وطاف الرسول حول البيت ورأى الأصنام مشدودة بالرصاص فجعل يشير بقضيب فى يده إلى الأصنام ويقول :
" جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً "
خزيمة يكسر الأصنام .
وكان خزيمة وعمر بن عدى بن خرشة يكسران أصنام بنى خطمة ويرددان الشعار الذى أطلقه الرسول صلى الله عليه وسلم 
" جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً "
يردد الفاتحون هذا الشعار وقلوبهم تقفز بالفرح بين صدورهم ..
ورءوسهم تعلو شامخة بينما قلوب المشركين ورءوسهم تطأطئ فى ذلة وتهوى إلى الأرض مع أصنامهم الساقطة والمتكسرة ..
ذو الشهادتين .. الوسام الأوحد
ـــــــــــ
أخرج بن سعد (4/378) عن عمارة بن خزيمة بن ثابت عن عمه رضى الله عنه - وكان من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم  .. اشترى النبى صلى الله عليه وسلم  فرساً من رجل من الأعراب فاستتبعه رسول الله صلى الله عليه وسلم  ليعطيه ثمنه فأسرع النبى صلى الله عليه وسلم  المشى ......... وأبطأ الإعرابى
فطفق رجال يلقون الأعرابى يساومون الفرس ....
ولا يشعرون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اشتراه حتى زاد بعضهم الأعرابى فى السوم على ثمن الفرس الذى ابتاعه رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلما زاده نادى الأعرابى رسول الله صلى الله عليه وسلم  فقال :-
إن كنت مشترياً هذا الفرس فابتعه ... وإلا بعَتهُ !
فقام (أى وقف) النبى صلى الله عليه وسلم  حين سمع قول الإعرابى حتى أتاه الإعرابى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم  :-
" ألست قد ابتعته (اشتريته) منك ؟ "
فقال الإعرابى :-
لا ولله ما بعتكه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم  :
" بلى قد ابتعته منك "
فطفق الناس يلوذون بالنبى صلى الله عليه وسلم وبالإعرابى وهما يتراجعان ،
فطفق الإعرابى يقول :
" هلُمَّ شهيداً يشهد أنى بعتك "
فمن جاء من المسلمين قال للإعرابى :-
ويلك إن رسول الله صلى الله عليه وسلم  لم يكن ليقول إلا حقاً !!

حتى جاء خزيمة بن ثابت رضى الله عنه
فاستمع تراجع رسول الله صلى الله عليه وسلم  وتراجع الإعرابى .
فطفق الإعرابى يقول :-
هلمَّ شهيداً أنى بايعتك
فقال خزيمة :-
أنا أشهد أنك قد بايعته !
فأقبل رسول اله على خزيمة بن ثلبت فقال : - "بم تشهد ؟ "
ما حملك على الشهادة ولم تكن حاضراً معنا ؟
قال خزيمة : بتصديقك يا رسول الله .. أنا أصدقك بخبر السماء
ولا أصدقك بما تقول ؟! وأعلم أنك لا تقول إلا حقاً
فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم  شهادة خزيمة شهادة رجلين
وقال :        " من شهد له خزيمة فهو حسبه "
ـــــــــــ
لقد كان خزيمة فقيهاً وعالماً ومتأملاً فى حقائق الأشياء
فهو لم يكتف بأن يوجه نظر الإعرابى بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم  لا يقول إلا حقاً طالما أن الإعرابى لا يقتنع إلا بحضور شاهد  يشهد على المبايعة التى تمت بينه وبين المشترى ..
وإن كان المشترى هو رسول الله صلى الله عليه وسلم  ..
والهدف من شهادة الشهود هو الوصول إلى الحقيقة ..
والحقيقة واضحة وظاهرة ومتيقنة يراها خزيمة بعينيه وبقلبه وبفكره ممثلة فى رسول الله صلى الله عليه وسلم  ..
وقد سمعه يقول للإعرابى ويراجعه ..
" بلى .. قد ابتعته منك "
والإعرابى ينكر ويطلب منه شهيداً على قوله ..
فما الذى يمنعه من أن يشهد بما شهد به الرسول صلى الله عليه وسلم  وهو واثق كل الثقة .. مطمئن كل الإطمئنان أن شهادته صحيحة مقبولة عند الله تعالى وعند رسوله.
ومنحه رسول الله صلى الله عليه وسلم  الوسام الذى يستحقه
" من شهد له خزيمة أو عليه فهو حسبه "
أى ليس محتاجاً لشهادة رجل فعلاً وليس لمجرد شهادته لصالح رسول صلى الله عليه وسلم  ..
فما كان رسول الله ليقبل من مؤمنٍ عملاً إلا إذا بحث وتعرف على دوافعه وتوافقه مع حقائق الإيمان
ولذا سأل خزيمة : .. "بم تشهد " أى ما دليلك ..
وما حجتك على ما تشهد به
وكان جواب خزبمة وعلمه ومنطقه السليم .. فهو يصدق الرسول فى أمور غيبية من يتسع صدره ..وقلبه .. وعقله للتصديق بها يكون من اليسير عليه .. أن يصدق بغيرها كما يقال .. "من باب أولى .."
لقد ارتقى أبو بكر رضى الله عنه من صدق الرسول الأرضى إلى التصديق  فى أخبار السماء فآمن به وصدقه من قبل أن يرى منه معجزة سماوية ..
ولم يتردد فى إسلامه ......... لأنه لم يعرف عنه إلا الصدق فى جميع حالاته ومعاملاته .
فكيف لا يشهد على مبايعة أبرمها الرسول مع هذا الإعرابى ويصدقه فيما قاله كما لو كان حاضراً وشاهداً لهذه المبايعة .
إنه المنطق السليم والفقه المستنير والإيمان القوى والعلم الذى لا يكتفى بمجرد الوقوف على ظواهر الأشياء ..
ولكنه يستبطن الأشياء والقضايا ليتعرف على حقائقها وكأنما أراد الله عز وجل أن يعد هذا الموقف ويدخره لموقف آخر أعظم وأجل جاء فيما بعد وكان بطله الصحابى الجليل خزيمة بن ثابت ..
جمع القرآن الكريم :
عند جمع القرآن الكريم لما استحر القتل بالقراء وكثر فى قراء القرآن "يوم اليمامة" حين لم يكن القراء يكتفون بتلاوة القرآن فى المناسبات المختلفة ولكنهم كانوا فى طليعة المجاهدين فى سبيل الله .
خاف أبو بكر رضى الله عنه أن يضيع القرآن بموت القراء أو قتلهم فى المعارك فقال لعمر بن الخطاب ولزيد بن ثابت
من جاءكما بشاهدين على شئ من كتاب الله فاكتباه فقال زيد بن ثابت :
" ووجدت آخر سورة التوبة مع خزيمة بن ثابت الذى جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم  شهادته بشهادتين لم أجدها مع غيره فكتبوها عنه ....
لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل شهادته بشهادتين ..
فى قصة الفرس الذى ابتاعها رسول الله صلى الله عليه وسلم  من الإعرابى فأنكر الإعرابى البيع فشهد خزيمة هذا بتصديق رسول صلى الله عليه وسلم  فأمضى شهادته وأخذ الفرس من الأعرابى "
والحديث رواه أهل السنن وهو مشهور
والآيات المشار إليها فى آخر سورة التوبة هى :
" لقد جاءكُمْ رسولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزيزٌ عليهِ ما عَنِتُمْ
حَريصٌ عليكمْ بالمؤمنين رءوفُ رحيمٌ  (128)
فإن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِىَ اللَّهٌ لا إِله إلاَّ هوَ عليه توكلتُ
وهُوَ ربُّ العَرْشِ العَظِيمِ(129) "
وما أعجب وما أروع أن تتوافق وتتساوق وتتناغم أواخر سورة التوبة مع مضمون القصة السابقة ..
ومع ما أجاب به خزيمة رسول الله صلى الله عليه وسلم  فقد عُدِدَت صفات حضرة النبى صلى الله عليه وسلم  فهى حين تذكر " لقد جاءكم رسول من أنفسكم "
تعنى فيما تعنى أنه : من جنسكم وعلى لغتكم .فتذكر بدعوة إبراهيم عليه السلام :
" ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلو
عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة
ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم "         البقرة 129
إن أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم  وتربيته لصحابته هى التى جعلت الواحد منهم يقف أمام النجاشى أو أمام كسرى ويقول له :
 إن الله بعث فينا رسولاً منا نعرف نسبه وصفته ومدخله ومخرجه وصدقه وأمانته
"عزيز عليه ما عنتم "
أى يعز عليه ويؤلمه الشئ الذى يعنت أمته ويشق عليها فيقول صلى الله عليه وسلم:
" بعثت بالحنيفية السمحة "
وفى الصحيح " هذا الدين يسر" وشريعته كلها سهلة سمحة كاملة يسيرة على من يسرها الله تعالى له .
"وحريص عليكم "
أى أنه صلى الله عليه وسلم  حريص على هداية أمته ووصول النفع الشامل لها فى الدنيا وفى الآخرة .
فهنيئاً لك يا " خزيمة " هذا الوسام الذى تفردت به من بين صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم  أجمعين ..
هذا الوسام الاإستثنائى من رسول الله صلى الله عليه وسلم  الذى لم يمنح إلا لك .. ولم يعط لأحد قبلك ولا لأحد بعدك ..
لقد ضاع درع لعلِىَّ رضى الله عنه .. يوم الجمل فأصابها رجل فباعها ، فعُرِفَت عند رجل من اليهود فخاصمه إلى شريح الذى كان قاضى المسلمين فشهد "الحسن"  لعلِىَّ كما شهد مولاه "قنبر"
فقال شريح :-
أما شهادة مولاك فقد أجزناها وأما شهادة ابنك لك فلا نجيزها :
فقال "على" رضى الله عنه :-
ثكلتك أمك .. أما سمعت عمر يقول :-
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  :-
"الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة "
ثم قال لليهودى : خذ الدرع
فقال اليهودى : أمير المؤمنين جاء معى إلى قاضى المسلمين فقضى عليه ورضى. صدقت والله يا أمير المؤمنين .. إنها لدرعك سقطت عن جمل لك التَقَطُها
أشهد أن لا إله إلا الله .. وأن محمداً رسول الله
فوهبها له على ، وأجازه بسبعمائة .. ولم يزل معه حتى قتل يوم صفين .
                                    فى كنز العمال (4/6)
فها نحن نرى القاضى شريح لم يقبل شهادة الإمام "على" وهو أميرٌ للمؤمنين واستبعد شهادة ابنه الحسن وهو سيد شباب أهل الجنة ... وقبل شهادة مولى "على" وهو "قنبر" ولكنها لا تكفى بمفردها لإثبات حق أمير المؤمنين عَلِى بن أبى طالب فأى شرف إذن ناله خزيمة بن ثابت !!
قيل أنه شهد  مع "عَلِى " رضى الله عنه وقعة " الجمل " .. و" صفين"
ولكنه لم يقاتل فيها ..
فلما قتل " عمار بن ياسر " بصفين . قال خزيمة :-
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم  يقول :
" تقتل عماراً الفئة الباغية "
ثم سل سيفه وقاتل حتى قتل ..
وكانت صفين سنة سبع وثلاثين ، قاله أبو عمر .
ـــــــــ
أخيراً ..
روى الزهرى ، عن ابن خزيمة عن أبيه :-
أنه رأى فيما يرى النائم ... أنه سجد على جبهة النبى صلى الله عليه وسلم 
فاضطجع له النبى صلى الله عليه وسلم وقال :
" صدق رؤياك "
فسجد على جبهة خاتم الأنبياء والمرسلين ..
فأى شرف وأى وسام .. هذا ؟!
فسلام عليك يا سيدى يا رسول الله وسلام عليكم يا صحابة رسول الله
وسلام عليك يا خزيمة .
ـــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اخر الزوار

Flag Counter