أم سليم بنت ملحان
ـــــــــــ
مهرها الإسلام !
أم سليم بنت ملحان
الأنصارية الخزرجية البخارية
-
مهرها الإسلام
-
اشتهرت بأم سليم .. وسليم هذا لايكاد أحد يعرف عنه شيئاً
فقد صارت هى علما عليه .. بينما نجد ابنها الآخر .. لايكاد أحد من المسلمين
أو الدارسين للاسلام يجهله لذيوع شهرته .. وذيوع سيرته .. أنس بن مالك ..
ابن طاهر ..
أخرجه الله تعالى من صلب رجل جاحد كافر
تناقض عجيب .. يزيد صورة الأم .. أم سليم
وصورة الأبن .. أنس
اشعاعا .. وتألقا داخل الإطارين المظلمين .. الذين يقفان خلفهما
وكأن الله تعالى يشير بذلك .. إلى كمال قوته .. وعظيم قدرته
فى إخراج الحى من الميت .. واخراج النور من الظلمة
لاشك أن أم سليم وفقت التوفيق كله فى تربية ابنها أنس فقد الحقته بخدمة من بعث رحمة للعالمين بالمدينة فى العاشرة من عمره حيث تعرف عن قرب قريب بأخلاق الرسول الحبيب ..
فلو اقتصر دور الأم على هذا لحق لها أن تكون أما مثالية على مستوى العالم لفطنتها .. وإيمانها .. وحسن اختيارها
ثم إنها لم تكد تلحقه بهذا المعهد النبوى العالمى حتى طلبت من الرسول العظيم أن يدعو له ..
فقال : " اللهم أكثر ماله .. وولده .. وبارك له فيه "
وكما تعهد الرسول الأبن أنس
كذلك تعهد بالتوجيه السليم .. أم سليم
قال يصبرها على تحمل متاعب الحياة ومنها الجوع
" اصبرى يا أم سليم ، والله ما فى بيت آل محمد شئ
منذ سبع .. ولا أوقد تحت برمة لهم منذ ثلاث " !
زواجها الأول :
كانت أم سليم زوجاً لمالك بن النضر فى الجاهلية .. عرفت عنه سوء الطباع ، وقسوة القلب ..
وانغلاقه على الجحود والكفر .. والانغماس فى شرب الخمر ..
جاءته يوماً فقالت له :
جئتك اليوم بما تكره يا مالك
قال : لا تزالين تجيئين بما أكره من عند ذلك العربى
قالت : كان أعرابياً اصطفاه الله واجتباه وجعله نبياً
قال : وما الذى جئت به ؟
قالت : حُرِمَت الخمر
قال : هذا فراق بينى وبينك
خرج غاضباً إلى الشام حيث مات كافراً
زواج مهره الإسلام :
خطبها أبو طلحة الأنصارى .. وكان مشركاً
قالت : أما أنى فيك لراغبة .. وما مثلك يرد .. ولكنك كافر وأنا مسلمة .. لايحل لى الزواج بكافر
قال : لا والله .. ما هذه حقيقة إرادتك
قالت : فما هى حقيقة رغبتى فيما تظن
قال : الذهب والفضة
قالت : كلا .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" لأن يهدى الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم "
قال : وهل تعملون بما يقوله لكم نبيكم ؟
قالت : إنى أشهدك وأشهد نبى الله صلى الله عليه وسلم .. أنك إن أسلمت فقد رضيت أن يكون اسلامك مهرى ياأبا طلحة ..
ألست تعلم أن إلهك الذى تعبد ينبت من الأرض ينجرها حبشى بنى فلان ..
قال : بلى
قالت : أفلا تستحى أن تعبد خشبة ..
إن أنت اسلمت فإنى لا أريد منك صداقاً غيره
قال : فمن لى بهذا ؟
قالت : يا أنس قم فانطلق مع عمك
قال أنس : فقام فوضع يده على عاتقى فانطلقنا ..حتى إذا كنا قريبا من نبى الله صلى الله عليه وسلم فسمع كلامنا ..
قال النبى : " هذا أبو طلحة بين عينيه عزة الإسلام "
فسلم طلحة على نبى الله فقال :
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ..
فزوجه رسول الله على الإسلام
الصبر على فقدان الولد :
ولد لأبى طلحة غلام ملأ البيت عليهما حركة وحباً..
وذات يوم مرض .. واشتد عليه المرض وأبو طلحة خارج البيت ..
ونفذ قضاء الله فمات .. ووضعته أم سليم فى فراشه وغطته ..
وجاء أبو طلحة من الخارج
قال : ما فعل ابنى يا أم سليم
قالت : إنه خير ماكان .. إنه مستريح الآن .. وأفضل مما كان ..
قالت له وهى على أحسن ما تكون زينة وبشاشة : ألا تأكل .. لقد تأخر عشاؤك الليلة ؟
قال : بلى .. جزاك الله خيرا
حتى إذا أكل وقضى حاجته .. وبات ليلة هادئ النفس حتى الصباح :
قالت : يا أبا طلحة .. عارية استعارها قوم ..
وكانت العارية عندهم ما قضى الله
وإن أهل العارية أرسلوا إلى عاريتهم فقبضوها ألهم أن يجزعوا ؟
قال : لا
قالت : فإن ابنك قد فارق الدنيا .. واسترد الله عاريته
قال : فأين هو ؟
قالت : ها هو ذا فى المخدع .. فدخل فكشف عن وجهه .. وقبله .. وقال :
" إنا لله وإنا إليه راجعون "
وذهب أبو طلحة إلى النبى صلى الله عليه وسلم فحدثه بما قالت أم سليم .. وما صنعت به ..
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " لقد بارك الله لكما فى ليلتكما "
والذى بعثنى بالحق لقد قذف الله تعالى فى رحمها ولدا لصبرها على ولدها
فلما وضعته .. قال نبى الله صلى الله عليه وسلم :
يا أنس ! اذهب إلى أمك فقل لها :
إذا قطعت سرر إبنك فلا تذيقيه شيئاً حتى ترسلى به إلىَّ .. ولاك " مضغ" رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث ثمرات عجوة ووضع منها فى فم الغلام
وجعل الغلام يدير لسانه فى فمه يتلمظ فقال النبى صلى الله عليه وسلم وهو يبتسم:
" أنصارى يحب التمر " !
أذهب إلى أمك فقل
" بارك الله لك فيه وجعله برا تقيا "
المشاركة فى الجهاد :
لم تكن المرأة محرومة من المشاركة فى الجهاد فى سبيل الله كل منهن قدر طاقتها
فقد أخرج مسلم والترمذى عن أنس رضى الله عنه قال :
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بأم سليم رضى الله عنها ونسوة معها من الأنصار ، يسقين الماء ويداوين الجرحى "
ومن ذلك :
لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبى كانت عائشة وأم سليم رضى الله عنهما تحملان قرب الماء إلى الجرحى تقفزان بها قفزاً فتفرغانها فى أفواه القوم ثم ترجعان فتملآنها ثم تجيئان فتفرغانها فى أفواه القوم وهكذا فلم يكن الجهاد بالسيوف والسهام فرضا على النساء تأثم من لا تفعل كما يفعل الرجال ..
فقد رفع الله تعالى الأثم عن النساء اللائى لايجاهدن بالسيوف والرماح كالرجال
وجعل الجهاد لهن على قدر ما تتحمل من المشاق وهذا من فضل الله عليهن .. خاصة ولهن من الأجر مثل ما للرجال ..
وقد رأينا ما فعلت أم عمارة فى أحد ..
ولم يعترض عليها أحد .. بل رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يشجعها .. ويطلب من الرجل الفار أن يترك ما معه من نبال وسهام لمن يقدر على استعمالها .
فألقى أسلحته على الأرض فالتقطتها أم عمارة ودافعت عن رسول الله كأقوى الرجال بينما لاذ الرجل المنهار .. بالفرار
أم سليم تتخذ خنجراً :
" جاء أبو طلحة يوم حنين يضحك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم "
فقال : يا رسول الله :
ألم تر إلى أم سليم معها خنجر ؟!
فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم :
يا أم سليم : ما أردت إليه ؟
قالت : أردت إن دنا إلىَّ أحد منهم .. بقرت به بطنه
فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك
لا حياء فى الدين :
قالت عائشة رضى الله عنها :
" نعم النساء نساء الأنصار .. لم يكن يمنعهن الحياء أن يسألن عن الدين
ويتفقهن فيه ..
قالت أم سليم : كنت مجاورة أم سلمة رضى الله عنها زوج النبى صلى الله عليه وسلم..
قلت : يا رسول الله ..أرأيت إذا رأت المرأة أن زوجها جامعها فى المنام أتغتسل ؟
قالت أم سلمة : تربت يداك أم سليم !!
فضحت النساء عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
قالت أم سليم : إن الله لايستحى من الحق .. ولنا أن نسأل النبى عما أُشِكلَ علينا ..
خير من ان نكون منه على عماء
قال النبى : تربت يداك يا أم سليم .. عليها الغسل إذا وجدت الماء
فقالت أم سلمة : يارسول الله ... وهل للمرأة ماء ؟
فقال النبى : فأنى يشبهها ولدها ؟ هن شقائق الرجال "
يقين أم سليم ببركة الرسول :
قال أبو طلحة لأم سليم رضى الله عنهما
قد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفاً أعرف فيه الجوع
فهل عندك من شئ ؟
قالت : نعم .. فأخرجت أقراصاً (أرغفة) من شعير ثم أخذت خمارا لها فلفت الخبز ببعضه ثم دسته (أدخلته) تحت ثوب أنس أبنها وردتنى ببعضه ، ثم ارسلت أنس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أنس : ذهبت فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المسجد
قال : أرسلك أبو طلحة ؟
أنس : نعم
قال : ألطعام ؟
أنس : نعم
قال: لكل من معه : قدموا للطعام عند أبى طلحة
قال أبو طلحة : يا أم سليم .. قد جاء رسول الله بكل الناس وليس عندنا ما نطعمهم
قالت أم سليم بثقة المرأة المؤمنة : الله ورسوله أعلم
قال الرسول : " هلمى ما عندك يا أم سليم "
فأتت بذلك الخبز ، فأمر الرسول به فَفُتَ
وعصرت عليه أم سليم وعاء صغيراً من الجلد به سمن ليكون إداما ..
ثم قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء أن يقول .
ثم قال : "ائذن لعشرة " فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا
ثم قال : "ائذن لعشرة " حتى أكل القوم كلهم وشبعوا
والقوم سبعون رجلاً أو ثمانون !
(أخرجه البخارى عن أنس)
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعى إلى طعام وكان جالساً مع مجموعة أيا كان عددها .. فإنه لا يقوم وحده ولكنه يدعو معه الجمع الجالس معه لتناول الطعام .. ويسمى عليه باسم الله ويدعو بالبركة ويأكل الجميع ويشبعون مهما كان الطعام قليلاً .. ويتبقى منه الكثير ..
ولايجوز الشك فى مثل هذه الظاهرة طالما أنها وصلتنا عن شهود عيان وموثقة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
فإن الله عز وجل الذى فدى اسماعيل عليه السلام بذبح عظيم ..
والذى أنزل مائدة من السماء على عيسى عليه السلام ومن معه ..
لقادر سبحانه وتعالى على أن يطعم ويشبع صحابة محمد صلى الله عليه وسلم ..
وإن بدى لهم الطعام قليلاً ..
إن عقل المؤمن بالله تعالى لا يشك ولاينكر هذه الظواهر التى أجراها على يد بعض أنبيائه بل وبعض عباده المخلصين.
هدية أم سليم بطعام فى عرس النبى صلى الله عليه وسلم ببعض نسائه:
أعرس (دخل بأمرأته عند الزواج بها) رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض نسائه (السيدة زينب بنت جحش)
فصنعت أم سليم رضى الله عنها حيسا() ثم حطته فى تور()
فقالت : إذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره أن هذا منا له قليل
قال أنس : والناس يومئذ فى جهد
أنس : يارسول الله بعثت بهذا أم سليم إليك
وهى تقرئك السلام وتقول :
" إن هذا منا له قليل "
نظر الرسول إليه ثم قال : " ضعه فى ناحية البيت "
ثم قال : " اذهب فادع لى فلانا وفلانا "
فسمى رجالاً كثيراً ..
قال : " ومن لقيت من المسلمين "
فدعوت من قال لى ومن لقيت من المسلمين
فجئت والبيت والصفة والحجر ملاءٌ من الناس .. كانوا زهاء ثلاثمائة ..
قال الرسول : جئ بالطعام يا أنس
فجئت به إليه .. فوضع يده عليه ..
ودعا وقال ما شاء الله .. ثم قال :
" ليتحلق عشرة عشرة "
" وليسموا ..
" ولياكل كل انسان مما يليه "
فجعلوا يسمون ويأكلون .. حتى أكلوا كلهم
قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ارفعه"
قال أنس : فجئت فأخذت التور (الاناء)
فنظرت فيه .. فلا أدرى أو حين وضعته أكثر .. أم حين رفعته ؟!
قال أنس : وتخلف رجال يتحدثون فى بيت رسول الله وزوج رسول الله التى دخل بها معهم مولية وجهها إلى الحائط
فأطالوا الحديث ..
فشقوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان أشد الناس حياء ، ولو علموا لكان ذلك عليهم عزيزاً ..
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم على حُجَرهُ وعلى نسائه ..
فلما رأوه قد جاء .. ظنوا أنهم قد ثقلوا عليه ابتدروا الباب فخرجوا وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أرخى الستر ودخل البيت وأنا فى الحجرة (أى أنس)
فمكث رسول الله فى بيته يسيراً ..
وأنزل الله القرآن ..
فخرج وهو يقرأ هذه الآية :
" يا أيها الذين أمنوا لا تدخلوا بيوت النبى
إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه
ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا
ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذى النبى فيستحى منكم
والله لا يستحى من الحق وإذا سألتموهن متاعاً فأسألوهن من وراء حجاب
ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله
ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبداً إن ذلكم كان عند الله عظيماً "
53 الأحزاب
إن تبدوا شيئاً أو تخفوه
فإن الله كان بكل شئ عليماً 54 الأحزاب
وهكذا كان القرآن الكريم ينزل فى كل المناسبات ليؤدب الله المؤمنين بما يرضاه لهم من الأخلاق .. ولتصبح دروساً لمن يأتى بعدهم فى آداب الزيارة ..
وآداب الطعام وآداب الاستئذان والانصراف بعد تلبية الدعوة ..
لقد كان الرسول كريماً .. حيياً .. ولكن إذا نزل القرآن بالأدب الألهى ..
فلابد من إعلان كلمة الله
وكما قالت أم سليم :"لا حياء فى الدين "
ــــــــ
ـــــــــــ
مهرها الإسلام !
أم سليم بنت ملحان
الأنصارية الخزرجية البخارية
-
مهرها الإسلام
-
اشتهرت بأم سليم .. وسليم هذا لايكاد أحد يعرف عنه شيئاً
فقد صارت هى علما عليه .. بينما نجد ابنها الآخر .. لايكاد أحد من المسلمين
أو الدارسين للاسلام يجهله لذيوع شهرته .. وذيوع سيرته .. أنس بن مالك ..
ابن طاهر ..
أخرجه الله تعالى من صلب رجل جاحد كافر
تناقض عجيب .. يزيد صورة الأم .. أم سليم
وصورة الأبن .. أنس
اشعاعا .. وتألقا داخل الإطارين المظلمين .. الذين يقفان خلفهما
وكأن الله تعالى يشير بذلك .. إلى كمال قوته .. وعظيم قدرته
فى إخراج الحى من الميت .. واخراج النور من الظلمة
لاشك أن أم سليم وفقت التوفيق كله فى تربية ابنها أنس فقد الحقته بخدمة من بعث رحمة للعالمين بالمدينة فى العاشرة من عمره حيث تعرف عن قرب قريب بأخلاق الرسول الحبيب ..
فلو اقتصر دور الأم على هذا لحق لها أن تكون أما مثالية على مستوى العالم لفطنتها .. وإيمانها .. وحسن اختيارها
ثم إنها لم تكد تلحقه بهذا المعهد النبوى العالمى حتى طلبت من الرسول العظيم أن يدعو له ..
فقال : " اللهم أكثر ماله .. وولده .. وبارك له فيه "
وكما تعهد الرسول الأبن أنس
كذلك تعهد بالتوجيه السليم .. أم سليم
قال يصبرها على تحمل متاعب الحياة ومنها الجوع
" اصبرى يا أم سليم ، والله ما فى بيت آل محمد شئ
منذ سبع .. ولا أوقد تحت برمة لهم منذ ثلاث " !
زواجها الأول :
كانت أم سليم زوجاً لمالك بن النضر فى الجاهلية .. عرفت عنه سوء الطباع ، وقسوة القلب ..
وانغلاقه على الجحود والكفر .. والانغماس فى شرب الخمر ..
جاءته يوماً فقالت له :
جئتك اليوم بما تكره يا مالك
قال : لا تزالين تجيئين بما أكره من عند ذلك العربى
قالت : كان أعرابياً اصطفاه الله واجتباه وجعله نبياً
قال : وما الذى جئت به ؟
قالت : حُرِمَت الخمر
قال : هذا فراق بينى وبينك
خرج غاضباً إلى الشام حيث مات كافراً
زواج مهره الإسلام :
خطبها أبو طلحة الأنصارى .. وكان مشركاً
قالت : أما أنى فيك لراغبة .. وما مثلك يرد .. ولكنك كافر وأنا مسلمة .. لايحل لى الزواج بكافر
قال : لا والله .. ما هذه حقيقة إرادتك
قالت : فما هى حقيقة رغبتى فيما تظن
قال : الذهب والفضة
قالت : كلا .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" لأن يهدى الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم "
قال : وهل تعملون بما يقوله لكم نبيكم ؟
قالت : إنى أشهدك وأشهد نبى الله صلى الله عليه وسلم .. أنك إن أسلمت فقد رضيت أن يكون اسلامك مهرى ياأبا طلحة ..
ألست تعلم أن إلهك الذى تعبد ينبت من الأرض ينجرها حبشى بنى فلان ..
قال : بلى
قالت : أفلا تستحى أن تعبد خشبة ..
إن أنت اسلمت فإنى لا أريد منك صداقاً غيره
قال : فمن لى بهذا ؟
قالت : يا أنس قم فانطلق مع عمك
قال أنس : فقام فوضع يده على عاتقى فانطلقنا ..حتى إذا كنا قريبا من نبى الله صلى الله عليه وسلم فسمع كلامنا ..
قال النبى : " هذا أبو طلحة بين عينيه عزة الإسلام "
فسلم طلحة على نبى الله فقال :
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ..
فزوجه رسول الله على الإسلام
الصبر على فقدان الولد :
ولد لأبى طلحة غلام ملأ البيت عليهما حركة وحباً..
وذات يوم مرض .. واشتد عليه المرض وأبو طلحة خارج البيت ..
ونفذ قضاء الله فمات .. ووضعته أم سليم فى فراشه وغطته ..
وجاء أبو طلحة من الخارج
قال : ما فعل ابنى يا أم سليم
قالت : إنه خير ماكان .. إنه مستريح الآن .. وأفضل مما كان ..
قالت له وهى على أحسن ما تكون زينة وبشاشة : ألا تأكل .. لقد تأخر عشاؤك الليلة ؟
قال : بلى .. جزاك الله خيرا
حتى إذا أكل وقضى حاجته .. وبات ليلة هادئ النفس حتى الصباح :
قالت : يا أبا طلحة .. عارية استعارها قوم ..
وكانت العارية عندهم ما قضى الله
وإن أهل العارية أرسلوا إلى عاريتهم فقبضوها ألهم أن يجزعوا ؟
قال : لا
قالت : فإن ابنك قد فارق الدنيا .. واسترد الله عاريته
قال : فأين هو ؟
قالت : ها هو ذا فى المخدع .. فدخل فكشف عن وجهه .. وقبله .. وقال :
" إنا لله وإنا إليه راجعون "
وذهب أبو طلحة إلى النبى صلى الله عليه وسلم فحدثه بما قالت أم سليم .. وما صنعت به ..
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " لقد بارك الله لكما فى ليلتكما "
والذى بعثنى بالحق لقد قذف الله تعالى فى رحمها ولدا لصبرها على ولدها
فلما وضعته .. قال نبى الله صلى الله عليه وسلم :
يا أنس ! اذهب إلى أمك فقل لها :
إذا قطعت سرر إبنك فلا تذيقيه شيئاً حتى ترسلى به إلىَّ .. ولاك " مضغ" رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث ثمرات عجوة ووضع منها فى فم الغلام
وجعل الغلام يدير لسانه فى فمه يتلمظ فقال النبى صلى الله عليه وسلم وهو يبتسم:
" أنصارى يحب التمر " !
أذهب إلى أمك فقل
" بارك الله لك فيه وجعله برا تقيا "
المشاركة فى الجهاد :
لم تكن المرأة محرومة من المشاركة فى الجهاد فى سبيل الله كل منهن قدر طاقتها
فقد أخرج مسلم والترمذى عن أنس رضى الله عنه قال :
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بأم سليم رضى الله عنها ونسوة معها من الأنصار ، يسقين الماء ويداوين الجرحى "
ومن ذلك :
لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبى كانت عائشة وأم سليم رضى الله عنهما تحملان قرب الماء إلى الجرحى تقفزان بها قفزاً فتفرغانها فى أفواه القوم ثم ترجعان فتملآنها ثم تجيئان فتفرغانها فى أفواه القوم وهكذا فلم يكن الجهاد بالسيوف والسهام فرضا على النساء تأثم من لا تفعل كما يفعل الرجال ..
فقد رفع الله تعالى الأثم عن النساء اللائى لايجاهدن بالسيوف والرماح كالرجال
وجعل الجهاد لهن على قدر ما تتحمل من المشاق وهذا من فضل الله عليهن .. خاصة ولهن من الأجر مثل ما للرجال ..
وقد رأينا ما فعلت أم عمارة فى أحد ..
ولم يعترض عليها أحد .. بل رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يشجعها .. ويطلب من الرجل الفار أن يترك ما معه من نبال وسهام لمن يقدر على استعمالها .
فألقى أسلحته على الأرض فالتقطتها أم عمارة ودافعت عن رسول الله كأقوى الرجال بينما لاذ الرجل المنهار .. بالفرار
أم سليم تتخذ خنجراً :
" جاء أبو طلحة يوم حنين يضحك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم "
فقال : يا رسول الله :
ألم تر إلى أم سليم معها خنجر ؟!
فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم :
يا أم سليم : ما أردت إليه ؟
قالت : أردت إن دنا إلىَّ أحد منهم .. بقرت به بطنه
فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك
لا حياء فى الدين :
قالت عائشة رضى الله عنها :
" نعم النساء نساء الأنصار .. لم يكن يمنعهن الحياء أن يسألن عن الدين
ويتفقهن فيه ..
قالت أم سليم : كنت مجاورة أم سلمة رضى الله عنها زوج النبى صلى الله عليه وسلم..
قلت : يا رسول الله ..أرأيت إذا رأت المرأة أن زوجها جامعها فى المنام أتغتسل ؟
قالت أم سلمة : تربت يداك أم سليم !!
فضحت النساء عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
قالت أم سليم : إن الله لايستحى من الحق .. ولنا أن نسأل النبى عما أُشِكلَ علينا ..
خير من ان نكون منه على عماء
قال النبى : تربت يداك يا أم سليم .. عليها الغسل إذا وجدت الماء
فقالت أم سلمة : يارسول الله ... وهل للمرأة ماء ؟
فقال النبى : فأنى يشبهها ولدها ؟ هن شقائق الرجال "
يقين أم سليم ببركة الرسول :
قال أبو طلحة لأم سليم رضى الله عنهما
قد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفاً أعرف فيه الجوع
فهل عندك من شئ ؟
قالت : نعم .. فأخرجت أقراصاً (أرغفة) من شعير ثم أخذت خمارا لها فلفت الخبز ببعضه ثم دسته (أدخلته) تحت ثوب أنس أبنها وردتنى ببعضه ، ثم ارسلت أنس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أنس : ذهبت فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المسجد
قال : أرسلك أبو طلحة ؟
أنس : نعم
قال : ألطعام ؟
أنس : نعم
قال: لكل من معه : قدموا للطعام عند أبى طلحة
قال أبو طلحة : يا أم سليم .. قد جاء رسول الله بكل الناس وليس عندنا ما نطعمهم
قالت أم سليم بثقة المرأة المؤمنة : الله ورسوله أعلم
قال الرسول : " هلمى ما عندك يا أم سليم "
فأتت بذلك الخبز ، فأمر الرسول به فَفُتَ
وعصرت عليه أم سليم وعاء صغيراً من الجلد به سمن ليكون إداما ..
ثم قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء أن يقول .
ثم قال : "ائذن لعشرة " فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا
ثم قال : "ائذن لعشرة " حتى أكل القوم كلهم وشبعوا
والقوم سبعون رجلاً أو ثمانون !
(أخرجه البخارى عن أنس)
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعى إلى طعام وكان جالساً مع مجموعة أيا كان عددها .. فإنه لا يقوم وحده ولكنه يدعو معه الجمع الجالس معه لتناول الطعام .. ويسمى عليه باسم الله ويدعو بالبركة ويأكل الجميع ويشبعون مهما كان الطعام قليلاً .. ويتبقى منه الكثير ..
ولايجوز الشك فى مثل هذه الظاهرة طالما أنها وصلتنا عن شهود عيان وموثقة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
فإن الله عز وجل الذى فدى اسماعيل عليه السلام بذبح عظيم ..
والذى أنزل مائدة من السماء على عيسى عليه السلام ومن معه ..
لقادر سبحانه وتعالى على أن يطعم ويشبع صحابة محمد صلى الله عليه وسلم ..
وإن بدى لهم الطعام قليلاً ..
إن عقل المؤمن بالله تعالى لا يشك ولاينكر هذه الظواهر التى أجراها على يد بعض أنبيائه بل وبعض عباده المخلصين.
هدية أم سليم بطعام فى عرس النبى صلى الله عليه وسلم ببعض نسائه:
أعرس (دخل بأمرأته عند الزواج بها) رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض نسائه (السيدة زينب بنت جحش)
فصنعت أم سليم رضى الله عنها حيسا() ثم حطته فى تور()
فقالت : إذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره أن هذا منا له قليل
قال أنس : والناس يومئذ فى جهد
أنس : يارسول الله بعثت بهذا أم سليم إليك
وهى تقرئك السلام وتقول :
" إن هذا منا له قليل "
نظر الرسول إليه ثم قال : " ضعه فى ناحية البيت "
ثم قال : " اذهب فادع لى فلانا وفلانا "
فسمى رجالاً كثيراً ..
قال : " ومن لقيت من المسلمين "
فدعوت من قال لى ومن لقيت من المسلمين
فجئت والبيت والصفة والحجر ملاءٌ من الناس .. كانوا زهاء ثلاثمائة ..
قال الرسول : جئ بالطعام يا أنس
فجئت به إليه .. فوضع يده عليه ..
ودعا وقال ما شاء الله .. ثم قال :
" ليتحلق عشرة عشرة "
" وليسموا ..
" ولياكل كل انسان مما يليه "
فجعلوا يسمون ويأكلون .. حتى أكلوا كلهم
قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ارفعه"
قال أنس : فجئت فأخذت التور (الاناء)
فنظرت فيه .. فلا أدرى أو حين وضعته أكثر .. أم حين رفعته ؟!
قال أنس : وتخلف رجال يتحدثون فى بيت رسول الله وزوج رسول الله التى دخل بها معهم مولية وجهها إلى الحائط
فأطالوا الحديث ..
فشقوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان أشد الناس حياء ، ولو علموا لكان ذلك عليهم عزيزاً ..
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم على حُجَرهُ وعلى نسائه ..
فلما رأوه قد جاء .. ظنوا أنهم قد ثقلوا عليه ابتدروا الباب فخرجوا وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أرخى الستر ودخل البيت وأنا فى الحجرة (أى أنس)
فمكث رسول الله فى بيته يسيراً ..
وأنزل الله القرآن ..
فخرج وهو يقرأ هذه الآية :
" يا أيها الذين أمنوا لا تدخلوا بيوت النبى
إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه
ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا
ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذى النبى فيستحى منكم
والله لا يستحى من الحق وإذا سألتموهن متاعاً فأسألوهن من وراء حجاب
ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله
ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبداً إن ذلكم كان عند الله عظيماً "
53 الأحزاب
إن تبدوا شيئاً أو تخفوه
فإن الله كان بكل شئ عليماً 54 الأحزاب
وهكذا كان القرآن الكريم ينزل فى كل المناسبات ليؤدب الله المؤمنين بما يرضاه لهم من الأخلاق .. ولتصبح دروساً لمن يأتى بعدهم فى آداب الزيارة ..
وآداب الطعام وآداب الاستئذان والانصراف بعد تلبية الدعوة ..
لقد كان الرسول كريماً .. حيياً .. ولكن إذا نزل القرآن بالأدب الألهى ..
فلابد من إعلان كلمة الله
وكما قالت أم سليم :"لا حياء فى الدين "
ــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق