صفية بنت عبد المطلب
أول امرأة
قتلت ...
رجلاً من المشركين
صفية بنت عبد المطلب
أول إمرأة
قتلت ...
رجلاً من المشركين
- أبوها : عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف
- عمة النبى صلى الله عليه وسلم
- لم يختلف أحد فى إسلامها
- اُخْتُلِف فى عمتيه :
عاتكة ..
وأروى ..
- يقول ابن الأثير :
لم يسلم من عمات الرسول غيرها
- هى : أم الزبير بن العوام
هى : شقيقة : - حمزة - المَقَّدم - حَجْل
أمها : - هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة
أزواجها : الأول :
الحارث بن حرب بن أمية بن عبد شمس
أخو أبو سفيان بن حرب تزوجها فى الجاهلية ومات عنها
الثانى : العوام بن خويلد
ولدت له : الزبير بن العوام ، والسائب وعبد الكعبة
- عاشت .. وتوفيت عن ثلاث وسبعين سنة فى خلافة عمر
- دفنت بالبقيع .
عرض الإسلام :
لما نزلت : " وأنذر عشيرتك الأقربين "
قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
" يا فاطمة ابنة محمد "
" يا صفية ابنة عبد المطلب "
" يا بنى عبد المطلب "
" لا أملك لكم من الله شيئاً "
" سلونى من مالى ما شئتم "
مشاركتها فى الجهاد :
لما ترك الرماة موقعهم كظهير للجيش الإسلامى فى أحد ...
وأغتنم خالد بن الوليد - ولم يكن قد أسلم بعد - هذه الفرصة أو هذه الثغرة التى فُتِحَت فى ظهر المسلمين وحدث ما حدث من هزيمة للناس بعد أن كان النصر فى أيدى المسلمين .
فى هذا الوقت العصيب ..
جاءت عمة الرسول صفية ...
وبيدها رمح ..
تضرب فى وجوههم
فقال النبى لابنها :
" يا زبير : المرأة المرأة "
أى حافظ على أمك حتى لا يقتلها أحد
الزبير يجد فى نفسه :
قال الزبير رضى الله عنه :
" عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفاً يوم أحد فقال :
" من يأخذ هذا السيف بحقه ؟ "
فقلت : أنا يا رسول الله ..
فأعرض عنى ثم قال : " من يأخذ هذا السيف بحقَّه ؟
فقام أبو دجانة فقال :
أنا آخذه يا رسول الله بحقه "
فوجدت فى نفسى حين سألت رسول الله السيف ، فمنعنيه ، وأعطاه أبا دجانة وأنا ابن صفية عمته ومن قريش . "
وهذا يدل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يختار الوقت المناسب والموقف المناسب والرجل المناسب ... دون نظر إلى قرابة أو انتماء قبلى .
حزن صفيه على أخيها حمزة :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
حين رأى بحمزة ما رأى ..
قد بقر بطنه عن كبده ببطن الوادى ..
ومُثِّل به فجُدِع أنفه وأذناه ..
" لولا أن تحزن صفية أو تكون سنة من بعده لتركته حتى يكون فى أجواف السباع وحواصل الطير ..
ولئن أظهرنى الله على قريش فى موطن من المواطن لأمثلن بثلاثين رجلاً منهم "
وقال المسلمون لما رأوا حزن الرسول
" والله لئن أظهرنا الله عليهم .. يوماً من الدهر لَنَمْثُلَنَّ بهم مُثْلهَ لم يمثلها أحد من العرب بأحد قط ولكن الله تعالى نهى عن المثلة فقد أنزل :
" وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به .. "
صبرها على مقتل أخيها :
أقبلت صفية رضى الله عنها لتنظر إلى حمزة ..
وكان أخاها لأبيها وأمها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابنها الزبير بن العوام :
ألقها فارجعها .. حتى لا ترى ما بأخيها فلقيها الزبير فقال لها :
" يا أمه ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن ترجعى ،
فقالت : وَلَمَ .. وقد بلغنى أنه مُثِلَ بأخى وذلك فى الله قليل
فما أرضنا بما كان من ذلك
إنى لراضية ولأحتسبن ولأصبرن إن شاء الله
فلما جاء الزبير رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك قال : " خلَّ سبيلها "
فأتته فنظرت إليه ..
وصلَّت عليه ..
وقالت : إنا لله وإنا إليه راجعون
واستغفرت له ..
( اللهم اغفر لحمزة .. اللهم اغفر لحمزة ..
وتساقطت دموعها .. )
ولكنها لم تقل ما يغضب الله تعالى
فقد كانت امرأة جلدة .. قوية
موقفها يوم الخندق :
أول امرأة قتلت رجلاً من المشركين
كانت رضى الله عنها فى حصن فارع ... وهو حصن شاعر الرسول حسان بن ثابت رضى الله عنه .
قالت : " كان حسان معنا فى الحصن مع النساء والصبيان .. فمَّر بنا رجل من يهود
فجعل يمر ويدور ويطيف بالحصن ..
وكانت بنو قريظة قد نقضت العهود وأعلنت الحرب على المسلمين وقطعت ما بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
وليس فى الحصن بيننا وبينهم أحد يدفع عنا ، ورسول الله والمسلمون فى نحورعدوهم لا يستطيعون أن ينصرفوا عنهم إلينا إذا أتانا آتٍ ..
قالت : فقلت لحسان ..
( يا حسان .. إن هذا اليهودى كما ترى يطيف بالحصن ، وإنى والله ما آمنه أن يدل على عوراتنا مَنْ وراءنا مِنْ يهود وقد شغل عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فأنزل إليه فاقتله !!
وكان " حسان " رضى الله عنه شجاع اللسان يعرف كيف يقاتل بلسان فقط ولكنه لا يعرف .. ولا يقدر أن يقاتل بيده !
ففتح فمه قائلاً فى دهشة : أنا أنزل إليه فأقتله ؟
يغفر الله لك يا بنت عبد المطلب ..
والله لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا !!
فلما قال لها ذلك .. ولم تر عنده شيئاً
أخذت هى عموداً من حديد ، ثم نزلت من الحصن إليه فضربته بالعمود حتى قتلته.
فلما فرغت منه رجعت إلى الحصن فقلت :
" يا حسان "
انزل إليه فأسلبه (أى خذ ما معه)
فإنه لم يمنعنى من سلبه إلا أنه رجل
قال : لست محتاجاً لشىء معه ..
مالى بسلبه من حاجة
يا بنت عبد المطلب ..
---
ويرى بعض العلماء أن حديث ابن اسحق يدل على أن حسان رضى الله عنه كان شديد الجبن ويرون أن هذا الحديث منقطع الإسناد .. وإن صح هذا الحديث فلعله كان معتلاً فى ذلك اليوم بعلة منعته من شهود القتال .
ونرى أن مناقشة هذا الموضوع تكون عند التحدث عن شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريقة أشمل من هذا
---
خروجها إلى خبير :
افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم من حصونهم ما افتتح .. وحاز من الأموال ما حاز ، حتى لم يبق إلا حصن " الوطيح والسُّلالم" وكان آخر حصون خيبر ..
حاصرهم رسول الله بضع عشرة ليلة ..
وخرج ياسر اليهودى يرتجز ..
قد علمت خيبر أنى ياسر
شاكى السلاح بطل مغاور
إذ الليوث أقبلت تبادر
وأحجمت عن صولة المغاور
إن حماى فيه موت حاضر
وقال : هل من مبارز
فخرج له الزبير بن العوام
قالت أمه صفية :
أيقتل ابنى يا رسول الله ؟
قال رسول الله :
بل ابنك يقتله إن شاء الله
وارتجز الزبير
قد علمت خيبر أنى زبَّار()
قرمٌ() لقوم غير نكس() فرار
ابن حُماةِ المجدِ وابن الأخيار
ياسر لا يغْرُرْكَ جَمْعُ الكفَّار
فَجَمْعُهمُ مثل السَّرابِ الجرار
ثم التقيا فقتله الزبير
ورفعت صفية رضى الله عنها يديها شكراً لله تعالى .. ودموع النصر على خديها تسيل ..
وكما كان الشعر وسيلة لبث الحمية والحماس فى قلوب المجاهدين ..
كذلك كان وسيلة هامة لتخفيف الآلام عن المحزونين ..
وهكذا نرى أن عمة الرسول صلى الله عليه وسلم حينما فاضت أحزانها بوفاته .. نفثت من قلبها هذه الأبيات :
لهف نفسى وبتُّ كالمسلوب()
أرقبَ الليل فَعْلَةَ المحروب()
من هموم وحسرة أرَّقَتْنى()
ليت أنِّى سُقيتُهــا بشَعوب()
حين قالوا إن الرسول قد أمسى
وافقته منية المكتـــوب
حين جئنا لآل بيت محمــد
فأشاب القذال() أىُّ مشيب
إذ رأينا بيوته موحشاتٍ
ليس فيهن بعد عيشٍ حبيبى
فعرانى() لذاك حزن طويل
خالط القلب فهو كالمرعوب()
---
كما قالت أيضاً فى رثائها للرسول صلى الله عليه وسلم :
ألا يا رسول الله كنت رجاءنا
وكنت بنا براً ولم تك جافياً
وكنت بنا حقاً رحيماً نبيناً
يبك عليك اليوم من كان باكياً
لعمرى ما أبكى النبى لموته
ولكن لهرجٍ() كان بعدك آتياً
كأن على قلبى لفقد محمد
ومن حبه من بعد ذاك المكاوياً
أفاطم صلى الله رب محمد
على جدث() أمسى بيثرب ثاوياً()
أرى حسناً أيمته وتركته
يُبَكىِّ ويدعو جــده اليوم نائياً
فدى لرسول الله أمى وخالتى
وعمى .. ونفسى ليتنا .. وعياليا
صبرتَ وبلَّغت الرسالة صادقاً
ومتَ قوى الدين أبلج() صافياً
فلو أن رب العرش أبقاك بيننا
سعدنا .. ولكن أمره كان ماضياً
عليك من الله السلام تحيــة
وأدخلت جنات من العدن راضياً
نعم .. عليك من الله السلام يا خاتم الرسل الكرام
أول امرأة
قتلت ...
رجلاً من المشركين
صفية بنت عبد المطلب
أول إمرأة
قتلت ...
رجلاً من المشركين
- أبوها : عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف
- عمة النبى صلى الله عليه وسلم
- لم يختلف أحد فى إسلامها
- اُخْتُلِف فى عمتيه :
عاتكة ..
وأروى ..
- يقول ابن الأثير :
لم يسلم من عمات الرسول غيرها
- هى : أم الزبير بن العوام
هى : شقيقة : - حمزة - المَقَّدم - حَجْل
أمها : - هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة
أزواجها : الأول :
الحارث بن حرب بن أمية بن عبد شمس
أخو أبو سفيان بن حرب تزوجها فى الجاهلية ومات عنها
الثانى : العوام بن خويلد
ولدت له : الزبير بن العوام ، والسائب وعبد الكعبة
- عاشت .. وتوفيت عن ثلاث وسبعين سنة فى خلافة عمر
- دفنت بالبقيع .
عرض الإسلام :
لما نزلت : " وأنذر عشيرتك الأقربين "
قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
" يا فاطمة ابنة محمد "
" يا صفية ابنة عبد المطلب "
" يا بنى عبد المطلب "
" لا أملك لكم من الله شيئاً "
" سلونى من مالى ما شئتم "
مشاركتها فى الجهاد :
لما ترك الرماة موقعهم كظهير للجيش الإسلامى فى أحد ...
وأغتنم خالد بن الوليد - ولم يكن قد أسلم بعد - هذه الفرصة أو هذه الثغرة التى فُتِحَت فى ظهر المسلمين وحدث ما حدث من هزيمة للناس بعد أن كان النصر فى أيدى المسلمين .
فى هذا الوقت العصيب ..
جاءت عمة الرسول صفية ...
وبيدها رمح ..
تضرب فى وجوههم
فقال النبى لابنها :
" يا زبير : المرأة المرأة "
أى حافظ على أمك حتى لا يقتلها أحد
الزبير يجد فى نفسه :
قال الزبير رضى الله عنه :
" عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفاً يوم أحد فقال :
" من يأخذ هذا السيف بحقه ؟ "
فقلت : أنا يا رسول الله ..
فأعرض عنى ثم قال : " من يأخذ هذا السيف بحقَّه ؟
فقام أبو دجانة فقال :
أنا آخذه يا رسول الله بحقه "
فوجدت فى نفسى حين سألت رسول الله السيف ، فمنعنيه ، وأعطاه أبا دجانة وأنا ابن صفية عمته ومن قريش . "
وهذا يدل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يختار الوقت المناسب والموقف المناسب والرجل المناسب ... دون نظر إلى قرابة أو انتماء قبلى .
حزن صفيه على أخيها حمزة :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
حين رأى بحمزة ما رأى ..
قد بقر بطنه عن كبده ببطن الوادى ..
ومُثِّل به فجُدِع أنفه وأذناه ..
" لولا أن تحزن صفية أو تكون سنة من بعده لتركته حتى يكون فى أجواف السباع وحواصل الطير ..
ولئن أظهرنى الله على قريش فى موطن من المواطن لأمثلن بثلاثين رجلاً منهم "
وقال المسلمون لما رأوا حزن الرسول
" والله لئن أظهرنا الله عليهم .. يوماً من الدهر لَنَمْثُلَنَّ بهم مُثْلهَ لم يمثلها أحد من العرب بأحد قط ولكن الله تعالى نهى عن المثلة فقد أنزل :
" وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به .. "
صبرها على مقتل أخيها :
أقبلت صفية رضى الله عنها لتنظر إلى حمزة ..
وكان أخاها لأبيها وأمها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابنها الزبير بن العوام :
ألقها فارجعها .. حتى لا ترى ما بأخيها فلقيها الزبير فقال لها :
" يا أمه ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن ترجعى ،
فقالت : وَلَمَ .. وقد بلغنى أنه مُثِلَ بأخى وذلك فى الله قليل
فما أرضنا بما كان من ذلك
إنى لراضية ولأحتسبن ولأصبرن إن شاء الله
فلما جاء الزبير رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك قال : " خلَّ سبيلها "
فأتته فنظرت إليه ..
وصلَّت عليه ..
وقالت : إنا لله وإنا إليه راجعون
واستغفرت له ..
( اللهم اغفر لحمزة .. اللهم اغفر لحمزة ..
وتساقطت دموعها .. )
ولكنها لم تقل ما يغضب الله تعالى
فقد كانت امرأة جلدة .. قوية
موقفها يوم الخندق :
أول امرأة قتلت رجلاً من المشركين
كانت رضى الله عنها فى حصن فارع ... وهو حصن شاعر الرسول حسان بن ثابت رضى الله عنه .
قالت : " كان حسان معنا فى الحصن مع النساء والصبيان .. فمَّر بنا رجل من يهود
فجعل يمر ويدور ويطيف بالحصن ..
وكانت بنو قريظة قد نقضت العهود وأعلنت الحرب على المسلمين وقطعت ما بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
وليس فى الحصن بيننا وبينهم أحد يدفع عنا ، ورسول الله والمسلمون فى نحورعدوهم لا يستطيعون أن ينصرفوا عنهم إلينا إذا أتانا آتٍ ..
قالت : فقلت لحسان ..
( يا حسان .. إن هذا اليهودى كما ترى يطيف بالحصن ، وإنى والله ما آمنه أن يدل على عوراتنا مَنْ وراءنا مِنْ يهود وقد شغل عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فأنزل إليه فاقتله !!
وكان " حسان " رضى الله عنه شجاع اللسان يعرف كيف يقاتل بلسان فقط ولكنه لا يعرف .. ولا يقدر أن يقاتل بيده !
ففتح فمه قائلاً فى دهشة : أنا أنزل إليه فأقتله ؟
يغفر الله لك يا بنت عبد المطلب ..
والله لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا !!
فلما قال لها ذلك .. ولم تر عنده شيئاً
أخذت هى عموداً من حديد ، ثم نزلت من الحصن إليه فضربته بالعمود حتى قتلته.
فلما فرغت منه رجعت إلى الحصن فقلت :
" يا حسان "
انزل إليه فأسلبه (أى خذ ما معه)
فإنه لم يمنعنى من سلبه إلا أنه رجل
قال : لست محتاجاً لشىء معه ..
مالى بسلبه من حاجة
يا بنت عبد المطلب ..
---
ويرى بعض العلماء أن حديث ابن اسحق يدل على أن حسان رضى الله عنه كان شديد الجبن ويرون أن هذا الحديث منقطع الإسناد .. وإن صح هذا الحديث فلعله كان معتلاً فى ذلك اليوم بعلة منعته من شهود القتال .
ونرى أن مناقشة هذا الموضوع تكون عند التحدث عن شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريقة أشمل من هذا
---
خروجها إلى خبير :
افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم من حصونهم ما افتتح .. وحاز من الأموال ما حاز ، حتى لم يبق إلا حصن " الوطيح والسُّلالم" وكان آخر حصون خيبر ..
حاصرهم رسول الله بضع عشرة ليلة ..
وخرج ياسر اليهودى يرتجز ..
قد علمت خيبر أنى ياسر
شاكى السلاح بطل مغاور
إذ الليوث أقبلت تبادر
وأحجمت عن صولة المغاور
إن حماى فيه موت حاضر
وقال : هل من مبارز
فخرج له الزبير بن العوام
قالت أمه صفية :
أيقتل ابنى يا رسول الله ؟
قال رسول الله :
بل ابنك يقتله إن شاء الله
وارتجز الزبير
قد علمت خيبر أنى زبَّار()
قرمٌ() لقوم غير نكس() فرار
ابن حُماةِ المجدِ وابن الأخيار
ياسر لا يغْرُرْكَ جَمْعُ الكفَّار
فَجَمْعُهمُ مثل السَّرابِ الجرار
ثم التقيا فقتله الزبير
ورفعت صفية رضى الله عنها يديها شكراً لله تعالى .. ودموع النصر على خديها تسيل ..
وكما كان الشعر وسيلة لبث الحمية والحماس فى قلوب المجاهدين ..
كذلك كان وسيلة هامة لتخفيف الآلام عن المحزونين ..
وهكذا نرى أن عمة الرسول صلى الله عليه وسلم حينما فاضت أحزانها بوفاته .. نفثت من قلبها هذه الأبيات :
لهف نفسى وبتُّ كالمسلوب()
أرقبَ الليل فَعْلَةَ المحروب()
من هموم وحسرة أرَّقَتْنى()
ليت أنِّى سُقيتُهــا بشَعوب()
حين قالوا إن الرسول قد أمسى
وافقته منية المكتـــوب
حين جئنا لآل بيت محمــد
فأشاب القذال() أىُّ مشيب
إذ رأينا بيوته موحشاتٍ
ليس فيهن بعد عيشٍ حبيبى
فعرانى() لذاك حزن طويل
خالط القلب فهو كالمرعوب()
---
كما قالت أيضاً فى رثائها للرسول صلى الله عليه وسلم :
ألا يا رسول الله كنت رجاءنا
وكنت بنا براً ولم تك جافياً
وكنت بنا حقاً رحيماً نبيناً
يبك عليك اليوم من كان باكياً
لعمرى ما أبكى النبى لموته
ولكن لهرجٍ() كان بعدك آتياً
كأن على قلبى لفقد محمد
ومن حبه من بعد ذاك المكاوياً
أفاطم صلى الله رب محمد
على جدث() أمسى بيثرب ثاوياً()
أرى حسناً أيمته وتركته
يُبَكىِّ ويدعو جــده اليوم نائياً
فدى لرسول الله أمى وخالتى
وعمى .. ونفسى ليتنا .. وعياليا
صبرتَ وبلَّغت الرسالة صادقاً
ومتَ قوى الدين أبلج() صافياً
فلو أن رب العرش أبقاك بيننا
سعدنا .. ولكن أمره كان ماضياً
عليك من الله السلام تحيــة
وأدخلت جنات من العدن راضياً
نعم .. عليك من الله السلام يا خاتم الرسل الكرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق