ly

Translate

حمزة بن عبد المطلب

حمزة بن
عبد المطلب
ــــ
أبوه : عبد المطلب بن هاشم ابن عبد مناف  بن قصى
كنيته : كان يكنى بابنيه .. يعلى .. وعمارة
فكان ينادى .. يا أبا عمارة .. أو يا أبا يعلى
أمه : هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة
- أمه هالة ابنت عم آمنة بنت وهب أم النبى
- وحمزة شقيق صفية بنت عبد المطلب عمة النبى
- وحمزة .. هو أخو النبى من الرضاعة
أوضعتهما ثويبة مولاة أبى لهب ..
كما أرضعت أبا سلمة بن عبد الأسد ..
- كان حمزة أسنَّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين وقيل بأربع سنين
- هو سيد الشهداء
- آخى الرسول بينه وبين زيد بن حارثة
- أسلم فى السنة الثانية من المبعث
- استشهد فى غزوة "أحد" للنصف من شوال سنة ثلاث للهجرة .
- كان عمره سبعا وخمسين وقيل تسعا وخمسين
وقيل كان عمره أربعاً وخمسين سنة ..
يقول ذلك من جعل مقام النبى صلى الله عليه وسلم بمكة بعد الوحى عشر سنين
فيكون للنبى صلى الله عليه وسلم  اثنتان وخمسون سنة ..
ويكون لحمزة أربع وخمسون سنة
فإنهم لا يختلفون فى أن حمزة أكبر من النبى صلى الله عليه وسلم 
- وكان له من الولد : يعلى ، وعامر ..
وبنت اسمها إمامة .. أمها سلمى بنت عميس أخت أسماء بن عميس الخثعمية
وهى التى اختصم بها .. زيد .. وجعفر .. وعلىَّ
أما ابنه يعلىَ فكان يكنى به
وابنه الآخر عامر كان صغيراً ومات صغيراً ..
وأمها بنت الملة بن مالك .. من الأنصار ، ومن الأوس
وأما عمارة فأمه خولة بنت قيس .. أنصارية من نبى النجار
ويقال : إنه لم يبق  لحمزة بن عبد المطلب ولد ولاعقب الله تعالى أعلم .
الأسد القناص :
كان حمزة فتيا قوياً ... شجاعاً مهيباً .. يُخْشَىَ بأسه
وكان مع ذلك مولعاً بالصيد .. يخرج له .. فيطارد فريسته ويرميها ..
ويعود بها غانماً سعيداً معتزاً بمهارته فى الصيد ..
فى ذلك اليوم المشهود فى حياته ..
عاد بلا حصيلة .. وعند الصفاة ... رأته مولاة لعبد الله بن جدعان التيمى من
مسكن لها فوق الصفاة .. فاستوقفته .. وقالت له : يا أبا عمارة ..
لو رأيت ما لقى ابن أخيك محمد آنفاً من أبى الحكم بن هشام !
قال لها : ماذا حدث ؟
قالت : وجده ها هنا جالساً .. فآذاه
وبلغ منه ما يكره .. سبه فى نفسه ودينه .. تم انصرف عنه .
قال حمزة : وماذا فعل محمد ؟
المرآة : لم يرد عليه بشئ .. تركه وانصرف إلى بيته ..
ــــــــــ
وكان من عادة حمزة .. إذا رجع من الصيد يطوف بالكعبة ثم يعود إلى أهله
كان أعز فتى فى قريش .. يألف ويؤلف
إلا إذا أثير .. أو جرحت كرامته بشئ ..
لايمر على مجموعة من قريش يتحدثون إلا وقف وسلم وتحدث إليهم بودادته وألفته المعهودة .. إلا فى ذلك اليوم المشهود .
حمزة يقتنص أبا جهل :
لم يكد حمزة يسمع كلام المرأة فوق الصفاة ..
حتى تحدرت الدماء وثارت فى عروقه ..
كيف يسئ هذا الرجل - وكره أن ينطق باسمه .. ؟
 .. كيف يسئ إلى ابن أخيه وأخيه فى الرضاعة ؟
كيف يسئ إلى محمد الذى لم يسئ إلى أحد قط لاعن خوف أو جبن ..
إنه شجاع .. قوى .. لايغلب ..
ولكنه جُبِلَ على ألا ينطق بكلمة نابية تخدش مشاعر أى إنسان !
فانظلق إلى الكعبة تركض به مشاعره
كما يركض فرسه .. لملاقاة الرجل الذى اعتدى على ابن أخيه ..
وفى المسجد وقع بصره عليه كما يقع السهم فى الرمية ..
فوجده جالساً يضحك مع رجال من بنى مخزوم ..
وإزدادت ضربات قلبه حدة .. ما الذى يُضِحكُ هؤلاء ؟
لعلهم يتندرون الآن بما فعل زعيمهم بمحمد
أوقف فرسه عن قرب ..
ترجل .. امتشق قوسه .. سار فى تؤدة.. حتى إذا وقف على رأس أبى الحكم ..
رفع القوس وأهوى به على رأسه فشجه شجة منكرة ..
وفغر الرجال أفواههم دهشة وذهولاً
قال حمزة : ما شأنك بمحمد ؟
لماذا تؤذيه وتسبه فى نفسه ودينه ..؟
وقام بعض رجال بنى مخزوم لمناصرة زعيمهم ولكن أبا الحكم نهض إليهم وهو يجفف دماء جبهته .
قال مهوناً الأمر عليهم :
" دعوا أبا عمارة ..  فإنى والله سببت ابن أخيه سبَّاً قبيحاً . "
قال بعضهم :  إن محمداً يسب آلهتنا .. ويسخر بهم
- وقال آخر : لعلك صبأت مثله يا أبا عمارة ..
قال حمزة : وماذا تعيبون على محمد ..
إنه لا يقول منكراً .. وأنا على دينه .. أقول ما يقول ..
وكأنما ألقى على القوم كرات من الحنضل .. وقفت فى حلوقهم .
ــــــــــ
انصرف حمزة إلى أهله مبتسماً راضياً ..
أن اقتص لابن أخيه .. ولعله كان يردد على نفسه فى سعادة
لم أعد اليوم من رحلة الصيد بشئ ..
ولكنى سعيد باقتناص أبى جهل .. لقد استبدلت قنصا بقنص ..
وفريسة بفريسة ‍
ــــــــــ
ظن أن مشاعره هدأت .. وأعصابه استرحت
ولكن شيئاً ما تسرب إلى نفسه .. وسوسة كفحيح الشيطان ..
" إنك سيد قريش .. اتبعت هذا الصابئ .. وتركت دين آبائك ؟!
إن الموت خير لك مما صنعت ..
وراح يدافع هذه الوسوسة التى كانت تتزاحم فى نفسه ..
كيف يقبل عاقل هذه العقيدة الزائفة .. التى تمنح الأحجار قيمة ليست لها.
-: إن آباءك وأجدادك تقربوا بها إلى الله
-: إنها حجارة صماء بكماء لا ترد جواباً .. ولا تدفع يداً تمتد إليها بهوان ..
-: هل أنت أبعد نظراً .. وأكثر حكمة من أبيك عبد المطلب ؟
- : إن جدنا إبراهيم .. كسَّر الأصنام .. لكنه حين بنى البيت وضع فيه حجراً
     ما زال يقبل حتى الآن
- : يا إلهى .. ما هذا الفحيح الشيطانى
   ولماذا الإصرار على نفث هذه الوساوس فى قلبى .
" اللهم .. إن كان ما صنعت رشداً .. فاجعل تصديقه فى قلبى ..
وإلا .. فاجعل لى مما وقعت فيه مخرجاً ..
وبات ليلة لم يبت بمثلها ... مما ألم به من وساوس .. وهواجس
وكأنه كان يعتلى جواد امرئ القيس
مكرَّ مفرَّ مقبل مدبر معاً
كجلمود صخر حطه السيل من علِ
حاول طوال ليلته تلك .. أن يطرد سرب الهواجس
ولكنها كانت تعاوده .. تطن فى أذنيه طنين الذباب ..
وتعجب لهذا الذى يحدث معه وساءل نفسه
لماذا تصر هذه الوساوس والشكوك على البروز فى الذاكرة .. ؟
ومن صاحب المصلحة فى إطلاقها على هذا النحو المقلق لهدوء النفس .. وسكينة الأعصاب ؟ !
لماذا هذا التكاثر على محمد .. ؟ والتألب عليه .. والعداء له .. والتحالف ضده ..؟
وإنه لصادق فى كل ما يقول ويفعل ..
لم يجرب عليه أحد كذبا قط .. فكيف يكذب على الله ؟
هذه هى الحقيقة التى توجهت فى قلبى .. وجعلتنى أقدم على ما أقدمت عليه
ــــــــــ
وحين أشرقت الشمس ..
وآذابت أشعتها ظلام الليلة الثقيلة القاسية
انطلق حمزة إلى ابن أخيه محمد فقال له :
:- " يا ابن آخى .. إنى قد وقعت فى أمر لا أعرف المخرج منه
  وإقامة مثلى على مالا أدرى ماهو .. أرشد أم غى شديد ..
   فحدثنى حديثاً .. فقد اشتهيت يا ابن أخى أن تحدثنى "
- وروى له كل ما حدث مع الحكم ابن هشام وكل ما عاناه من خواطره فى ليلته الماضية ..
" فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم  .. فذكره ووعظه .. وخوفه .. وبشره
فألقى الله فى قلبه الإيمان .. بما قاله رسول الله
وضرب الرسول على صدره فى حنو بالغ ..
واعتنقا .. وسالت دموعهما المشتركة حمداً .. وشكراً لله تعالى .
وذاع خبر إسلام حمزة ... لاذعاً .. يغص حلوق المشركين ..
" وعرفت قريش .. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم 
قد عز وامتنع .. وأن حمزة سيمنعه ..
فكفوا عن بعض ما كانوا ينالون منه "
ــــــــــ
مشهد إسلام عمر :
حينما انطلق عمر بن الخطاب إلى دار الأرقم ابن أبى الأرقم
لمقابلة رسول الله صلى الله عليه وسلم  ..
كان حمزة واقفاً بباب الدار هو وطلحة رضى الله عنهما وأناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم  ..
ولما رأى وجل القوم من عمر حين سمعوا بقدومه إليهم . قال حمزة :-
نعم ، فهذا عمر .. فإن يرد الله بعمر خيراً يسلم .. ويَتَّبِع النبى وإن يرد غير ذلك ..
يكن قتله علينا هينا ..
ورسول الله يوحى إليه داخل الدار ..
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم  حتى أتى عمر ..
فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف ..
وقال له : " أما أنت بمنته يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزى والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة  ؟
" اللهم هذا عمر بن الخطاب .. اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب "
فقال عمر : أشهد أنك رسول الله ..
فأسلم وقال : أخرج يا رسول الله     (البداية 3/81)
هاجر مصعب بن عمير .. وهاجر عبد الله بن أم مكتوم الضرير
وتتابع المهاجرون إلى المدينة..
وهاجر أسد الله وأسد رسوله .. حمزة بن عبد المطلب ..
وحينما تهيأت الأسباب كلها لتكوين مجتمع المدينة
هاجر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم  ومعه أبو بكر الصديق ..
ومن قبلهما عمر بن الخطاب .. وغيرهم من المسلمين .
وكان لابد لرسول الله صلى الله عليه وسلم  أن يدرب أتباعه على القتال الذى كان محظوراً عليهم طوال مدة إقامتهم بمكة ..
وجاء الإذن به من الله تعالى فى أول أية نزلت فى الجهاد
" أُذِنَ للذين يقاتلون بأنهم ظلموا
وإن الله على نصرهم لقدير
الذين أُخرِجُوا من ديارهم بغير حق
إلا أن يقولوا ربنا الله .. "     الحج     22/39،40
أذن الله إذاً بالقتال دفعاً للظلم الذى أدى إلى حصار الدعوة فى مكة وقلل انتشارها بها وكان سبباً فى إخراج المسلمين الداعين .. إلى الله تعالى من ديارهم ..
إلى الحبشة مرتين .. ثم إلى المدينة 
والله قادر على نصر عباده بلا قتال .. ولكنه يريد لهذه الدعوة العالمية أن تنتشر باتخاذ الأسباب المؤدية إلى النصر .. حتى لا يتواكل المسلمون على نصر الله بلا عمل ..
أول لواء .. وأول سرية لأسد الله حمزة
أرسل النبى صلى الله عليه وسلم عمه حمزة فى سرية من ثلاثين رجلاً من المهاجرين ..ليعترضوا تجارة لقريش راجعة من سورية يحرسها ثلاثمائة من المشركين بقيادة أبى جهل أحد كبار أعداء الإسلام ..
وعند ساحل البحر الأحمر إلتقى حمزة بتجارة قريش من ناحية قرية من قرى المدينة تسمى (العيص)
وتصدى أسد الله للقتال .. وتصاف الفريقان
ولكن الله تعالى أراد لأحد رجالات تلك الناحية وهو مجدى ابن عمرو "الجُهَنَّى" أن يحجز بين الفريقين ومرت القافلة دون قتال
وروى أن النبى شكر مجدياً على ما عمل فقد كان عدد المسلمين قليلاً بالنسبة لعدد عدوهم .
ولكن هذه القلة العددية لم تكن لتمنع حمزة والذين معه من الاستبسال حتى الموت لو نشبت المعركة .
(1) السرية : قطعة من الجيش تخرج منه وتعود إليه
وهى من ثلاثة - لورود أن النبى نهى أن تبعث سرية دون ثلاثة نفر إلى خمسمائة  فما زاد على خمسمائة يقال له مَنسِر ..
(2) الجيش : ما زاد على الثمانمائة .
(3) الجَحْفَل : ما زاد على أربعة آلاف.
(4) الجيش الجرار : ما زاد على ذلك
(5) الخميس : هو الجيش العظيم
(6) جمهور العلماء وأهل السير يصطلحون على أن :
    كل عسكر حضره النبى صلى الله عليه وسلم  بنفسه يسمى غزوة
    وما لم يحضره بل اختار بعضاً من أصحاب فأرسلهم إلى أعدائه دون
    أن يكون معهم يسمى " سرية وبعثاً "
(السرايا الحربية فى العهد النبوى للدكتور محمد سيد طنطاوى ..شيخ الأزهـــر)
ــــــــــ
ولنذهب الآن إلى " بدر " .. فقد كانت درساً آخر ...
لعل الله تعالى أراد أن يعدم عود صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم  بإدخالهم فى عديد من التجارب منذ هجرتهم إلى المدينة .. لتخلص عقيدتهم لله تعالى ..
ويشتد يقينهم بالله ورسوله .
وهاهم الآن فى بدر بعد مسيرة يومين يتعاقبون كل ثلاثة على بعير ..
خرجوا لطلب العير ..
وكتب الله عليهم أن يلتقوا بالنفير ..
نجا أبو سفيان بتجارته العظيمة ..
ذلك الثعلب .. المحاور .. المداور .. سلك طريقاً غير الطريق المرصود
وكان قد أبلغ قريش بخروج المسلمين لقافلته  ..
فخرجت قريش بكل رجالها لم يتخلف منهم أحد ..
ولم يفلح العقلاء منهم فى رد السفهاء المحنقين .. عن قتال المسلمين .
وكان لابد من التصدى .. ولكن ليس قبل أن يعرض الرسول الموقف على حقيقته
- " أشيروا علىَّ أيها الناس "
- ورأى الرسول أن الكثيرين يميلون إلى الإستيلاء عل القافلة بحجة أنه لما استنفرهم لم يذكر لهم أنه لسبيل قتال فيأخذوا له عدته ..
فأنزل الله قرآناً يعاتبهم :
" وإذا يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم
وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم "
ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين (7) "
ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون (8) "
إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أنى ممدكم بألف من الملائكة مردفين (9) "
وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن به قلوبكم
وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم (10)
الأنفال من 7 :10
ــــــــــــ
فقال رسول الله : -
" سيروا على بركة الله  فإن الله قد وعدنى إحدى الطائفتين
فوالله لكأنى أنظر إلى مصارع القوم !"
ــــــــــــ
وكان المسلمون فى ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً !
وكان المشركون ما بين التسعمائة إلى الألف !
وأراد الله تعالى أن يحقق للنبى صلى الله عليه وسلم وللصحابة أجمعين صدق قوله تعالى :
" وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم "
حمزة فى طليعة المقاتلين :
صف رسول الله صلى الله عليه وسلم  رجاله أمام صفوف الأعداء
.. وكان حمزة فى طليعة المتشوقين إلى اللقاء .. ليفوز بموعود الله
واندفع الأسود بن عبد الأسود من بين صفوف قريش إلى صفوف المسلمين يريد أن يهدم الحوض الذى بناه المسلمون ببدر
وكان رجلاً شرساً .. سئ الخلق صرخ قائلاً
" أعاهد الله لأشربن من حوضهم أو لأهدمنه ، أو لأموتن دونه ! "
وخرج إليه حمزة .. فلما التقيا هصره أسد الله بضربة سيف هشمت قدمه بنصف ساقه قبل أن يصل إلى الحوض .. فسقط تَشخُبُ رجله دماً
ولكن اللعين كان مصمماً على الوصول إلى الحوض ليشرب منه على الأقل ..
وليبر بقسمه فجعل يحبو حتى يقتحم فى الحوض ..
وما كان لحمزة أن يتركه ليشرب أو يهدم حوضاً بنته سواعد الموحدين ..
فعاد إليه .. يغرس فيه أنياب سيفه الحادة القاطعة حتى أجهز عليه ..
واستشاط عتبة بن ربيعة غيظاً ..
عتبة .. الذى كان يبدو عاقلاً وحكيماً منذ لحظات قليلة حين كان يخاطب قريشاً بقوله 
" يا معشر قريش ..
إنكم والله ما تصنعون بأن تلقوا محمداً وأصحابه شيئاً .
والله لئن أصبتموه لا يزال الرجل ينظر فى وجه رجل قتل ابن عمه أو ابن خاله .. أو رجل من عشيرته .
فارجعوا وخلوا بين محمد وسائر العرب فإن أصابوه فذلك الذى أردتم ،
وإن كان غير ذلك لم نتعرض منه لما تكرهون "
وكان هذا هو ما نادى به الرسول صلى الله عليه وسلم وخاطب به قريشاً أيام الإضطهاد بمكة ! ..
وما تزال تطرق سمعه كلمات أبى جهل الساخرة لمقالته تلك
" إن عتبة انتفخ والله سَحَره ()  حين رأى محمداً وأصحابه كلا
.. والله لا نرجع حتى يحكم الله بيننا وبين محمد
وأضاف أبو جهل ساخراً ومحرضاً على قول عتبة
" إنه قد رأى أن محمداً وأصحابه أكلة جزور .. وفيهم ابنه
فقد تخوفكم عليه ! "
أى أن عتبة خاف على ابنه محمد وأصحابه لأنهم يأكلون الذبائح وابنه يصلح للأكل فخاف عليه !
ورد عتبة عليه حانقاً :
" سيعلم مصفر أسته () من انتفخ سحره "
ــــــــــــ
ثار عتبة بن ربيعة وخرج بين أخيه شيبة وابن الوليد ..
حتى إذا فصل من صف المشركين .. دعا إلى المبارزة
فخرج إليه فتية من الأنصار..
فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم  أن يكون أول لقاء فى القتال بين المسلمين والمشركين يبدأ بالأنصار فقال رسول الله للأنصار ..
" أرجعوا إلى مصافكم .. ودعا لهم بخير "
ونادى المشركون :
" يا محمد .. اخرج لنا الأكفاء من قومنا "
فقال رسول الله :
" يا بنى هاشم : قاتلوا بحقكم ..
الذى بعث الله به نبيكم إذ جاءوا بباطلهم ليطفئوا نور الله
ووثب حمزة ابن عبد المطلب .. وعلى بن أبى طالب .. وعبيدة بن الحارث بن المطلب ابن عبد مناف .. ومشوا إليه ..
قال عتبة :  " تكلموا نعرفكم "
قال حمزة .. أنا حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله
قال عتبة : كفء كريم .. وأنا أسد الحلفاء ! ... مَنْ هذان معك ..؟
قال حمزة : على بن أبى طالب .. وعبيدة بن الحارث
قال عتبة : كفئان كريمان
ثم قال لأبنه : قم يا وليد  .. فقام إليه على بن أبى طالب
فاختلفا ضربتين ، فقتله على
ثم قام عتبة ..  وقام إليه حمزة
وحاول عتبة أن يتفادى الطعنات أو يقتنص فرصة يطعن فيها حمزة
ولكنه حمزة كان الأقوى ..
ولمَّا يزل سيفه يتوهج بدماء الأسود بن عبد الأسود فالتهم أسد الله وأسد رسوله ..
أسد الحلفاء !
فخر صريعاً فى حلبة الميدان ..
ثم قام شيبة .. وقام إليه عبيدة بن الحارث
وكان عبيدة يومئذ أكبر أصحاب رسول الله سناً .. فضرب شيبة رجل عبيدة بطرف سيفه فأصاب عضلة ساقه فقطعها ..
فكرَّ أسد الله حمزة .. وشبل أخيه على بن أبى طالب على شيبة فقتلاه
وفيهم نزلت :
" هذان خصمان اختصموا فى ربهم فالذين كفروا قُطِّعت لهم ثياب من نار
يصب من فوق رؤوسهم الحميم . "     الحج 19
ــــــــــــ
كان أبو ذر يقسم أن هذه الآية نزلت فى حمزة وصاحبيه وعتبة وصاحبيه يوم برزوا فى بدر .
قال البخارى : حدثنا ... عن ... عن ... عن قيس ين عباد عن على بن أبى طالب قال :
أنا أول من يجثو بين يدى الرحمن للخصومة يوم القيامة ،
قال قيس .. هم الذين برزوا يوم بدر على وحمزة وعبيدة وشيبة ابن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة .
وتزاحف الناس والتقى الجمعان صبيحة الجمعة
لسبع عشر خلت من رمضان على رأس تسعة عشر شهراً من الهجرة
ــــــــــــ
وجعل حمزة يصول ويجول فى المعركة ..
معلماً نفسه بريشة نعامة على صدره
حتى انتهت المعركة التى كانت بكل الموازين المادية لا تنبئ بانتصار المسلمين .. ولكنها انتهت بتحقيق وعد الله بالنصر .. وظل الناس يتساءلون :
من هذا الذى أعلم نفسخ بريشة نعامة ..
هذا الذى رأينا منه الأفاعيل !!
وانقلب أهل مكة على أدبارهم راجعين فى ذلة وانكسار يجرون أذيال الخيبة ويتجرعون مرارة الهزيمة ..
تاركين وراءهم جثث أولئك الذين كانوا يتباهون بقوتهم .. ويستعرضون شجاعتهم
أما الأبطال المنتصرون ..
فقد جمعوا قتلى قريش ، وحفروا لهم حفرة كبيرة فاغرة فاها كأنها إحدى أبواب جهنم ... سحبوهم إليها وألقوهم فيها ..
وتوجهوا إلى الله تعالى بالشكر العميم على ما أفاء عليهم من نصر وغنيمة ..
ووقف الرسول يخاطب اولئك الذين طرحوا فى القليب قائلاً :
" يا أهل القليب ..  يا عتبة من ربيعة ..
يا شيبة بن ربيعة .. يا أمية بن خلف
يا أبا جهل بن هشام .. يا زمعة بن الأسود ..
يا وليد بن عتبة .. يا حنظلة بن أبى سفيان ..
يا طعيمة بن عدى .. يا نوفل  بن خويلد ..
يا على بن أمية .. يا معبد بن وهب ..
يا منبه بن الحجاج .. "
واستمر يذكر من فى القليب واحداً واحداً
" يا أهل القليب .. هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً فإنى وجدت ما وعدنى ربى حقاً.
قال المسلمون : يا رسول الله ..  أتنادى قوماً جَيَّفوا ؟!
قال النبى عليه الصلاة والسلام :
ما أنتم بأسمع لما أقول منهم  .. ولكنهم لا يستطعيون أن يجيبونى
حصاد بدر :
شهداء المسلمين  : أربعة عشر رجلاً (6 ستة من المهاجرين، 8 ثمانية من الأنصار)
منهم :
- عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف
- عمير بن أبى وقاص
- عاقل بن أبى البكير
- مهجع مولى عمر بن الخطاب
- صفوان بن بيضاء
- سعد بن خيثمة
- مبشر بن عبد المنذر
- حارثة بن سراقة
- عوف بن عفراء
- معوذ بن عفراء أخو عوف
- عمير بن الحُمام
- رافع بن معلى
- يزيد بن الحارث بن فُسحم
(2) قتل من المشركين :  سبعون
(3) أسر من المشركين : سبعون
(4) فداء الأسرى : على كل رجل منهم أربعة آلاف … إلى ثلاثة … إلى ألفين … إلى ألف  ..
- منَّ الرسول على من لا مال له منهم
- استعمل رسول على الغنائم : عبد الله بن كعب المازنى من الأنصار
- سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم الغنيمة كلها للمسلمين الذين حضروا بدرا ..
وللثمانية نفر الذين تخلفوا بإذنه فضرب لهم بسهامهم وأجورهم
- أخذ الرسول سهمه مع المسلمين وفيه جمل أبى جهل وكان مهرياً .
ــــــــــــ
وأنصرف رسول الله مكرماً إلى المدينة  يحيط به سائر المسلمين ومعهم حمزة بن عبد المطلب
حقاً ..  إنه أسد الله
ترى .. كم كان عدد صرعاه من بين أولئك الذين سحبوا إلى نهايتهم المشئومة فى هذا القليب وأهيل عليهم التراب .

رغبة المشركين فى الثأر لبدر :
عاد المشركون حزانى حانقين بعد هزيمتهم فى بدر
وجهزوا جيشاً كبيراً من أرباح العير " أرباح التجارة" ..
التى كانت سبباً فى معركة بدر لردع المسلمين عن التعرض لهم مرة أخرى ..
وانخرط فى هذا الجيش كل حاقد ناقم لهفان على الثأر ..
واستنفرت قريش القبائل .. وأصرت النسوة على الخروج مع الغزاة ..
ووصل الجيش القرشى على بعد خمسة أميال من المدينة ...
ونزلوا عند سفوح جبل أحد ..
وخرج جيش  المسلمين ليقاتل جيش المشركين ..
خارج المدينة إظهاراً للشجاعة والقوة والبأس ..
حمزة يقاتل بسيفين :
وصاح حمزة صيحة القتال .. يوم أحد : أَمِت ...أَمِت
واندفع إلى قلب جيش قريش .. يقاتل بسيفين بين يدى رسول الله
ولم يكن أسد الله يعلم شيئاً عما دبر له فى الخفاء
كانت هند بنت عتبة تتحرق وتتضرم شوقاً للثأر من حمزة ..
لقد فجعت فى أبيها .. وعمها .. وأخيها .. وابنها ..
أولئك الذين قتلوا فى بدر .. وطرحوا فى القليب
ولحمزة السهم الوافر فيما أصابها
وكان هناك طرف آخر .. فجع فى عمه طعيمة بن عدى
إنه جبير بن مطعم بن عدى ..
واتفق الاثنان .. على شخص واحد
إن المصائب يجمعن المصابينا
إنه الشخص الوحيد الذى يمكن أن يقتل حمزة
فهو لن يقابل أو يقاتل أسد الله وجهاً لوجه
وإلا فالنتيجة معروفة .. والثمرة مقطوفة
- كما أنه يجيد الرمى على بعد بحربته الشهيرة ..
وقلما يخطئ
- كذلك يستطيع أن يتخفى ويتربص بالأسد
حتى تواتيه اللحظة المناسبة المنشودة
فيصرعه بالغدر والمكيدة .
- أغرته هند بالمال الوفير والخير الكثير !
" ويها أب دسمة ، اشف .. واستشف
- وقال له سيده مطعم :
" إن قتلت حمزة عم محمد فأنت عتيق "
إنه " وحشى الحبشى "
وإنه الآن يتربص بحمزة ..!!
وحمزة يصول بسيفيه ويجول ..
قتل .. حمزة أرطاه بن عبد شرحبيل
ووحشى يتربص
إنه يرى حمزة يقاتل قريباً من علىَّ بن أبى طالب
وكأنهما كانا يتبادلان قتل حامل لواء الكفار ها هو يرى علىَّ يقتل طلحة ابن أبى طلحة حامل لواء الكفار .. فيحمل اللواء من بعده
عثمان بن أبى طلحة .. وكأنما حمله ليسقط به قتيلاً
فقد لقى مصرعه على يد حمزة ..
كل هذا يحدث أمام عينى وحشى المتربص ..
حتى حانت اللحظة الحزينة القاتلة التى حدث عنها
وحشى بنفسه فقال : " كنت رجلاً حبشياً أقذف بالحربة قذف الحبشة
قلما أخطئ بها شيئاً ..
فلما التقى الناس ..
خرجت أنظر حمزة وأتبصره ..
حتى رأيته فى عُرض الناس ..
كأنه الجمل الأورق ..
يهد الناس بسيفه هداًّ ما يقوم له شئ
ولا يستطيع أحد أن يقف فى وجهه فو الله إنى لأتهيأ له أريده ،
واستتر منه بشجرة أو بحجر ليدنو منى
إذ تقدمنى إليه " سباع بن عبد العزى " .
فلما رأه حمزة رضى الله عنه قال :
هلُمَّ إلى يا ابن مقطعه البظور
فضربه ضربة كأنما أخطأ رأسه
- ضربة أسرع فيها فقطع رأسه حتى كأنما لم يفعل شيئاً -
قال وحشى :
" وهززت حربتى  حتى إذا رضيت منها دفعتها عليه فوقعت فى ثُنَّته حتى
خرجت من بين رجليه
وذهب لينهض نحوى فغُلِب ..
وتركته وإياها حتى مات
ثم أتيته فأخذت حربتى ..
ثم رجعت إلى المعسكر وقعدت فيه
ولم يكن لى بغيره حاجة
إنما قتلته لأعتق ! " ..
ودارت الدائرة على المسلمين ..
فقد خالف الرماة موقعهم حين رأوا المسلمين
قد انشغلوا بالغنائم وما أكثرها .. وتركوا متابعة العدو
حتى يخرج عن ساحة المعركة تماماً ..
ويبعد فى الفرار
وحدث ما حدث ..
واكتفى جيش المشركين وعلى رأسه أبو سفيان
بما تحقق من نصر بعد هزيمة متيقنة ..
وبعد أن لوح أبو سفيان بمقتل حمزة والتمثيل به
قال الرسول :
- " من رأى مقتل حمزة " ؟
قال رجل :  أعزك الله .. أنا رأيت مقتله
قال الرسول : " فانطلق فأرناه "
فخرج حتى وقف على حمزة ..
فرآه قد شق بطنه . وقد مثل به
فنظر إلى منظر لم ينظر إلى شئ قط كان أوجع لقلبه منه فقال :
رحمة الله عليك ..
فإنك كنت ما علمت .. وصولاً للرحم
فعولاً للخيرات ..
ولولا حزن مَن بعدك عليك ..
لسرنى أن أتركك حتى يحشرك الله من أرواح شتى
أما والله علىَّ ذلك
لأمثلن بسبعين منهم مكانك !
فنزل جبريل عليه السلام والنبى واقف بخواتيم سورة النحل :
" ... وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ... إلى أخر الآية
فكفر النبى عن يمينه وأمسك عن الذى أراد ."
وبالتأمل فى هذه الآيات نرى الآتى :-
- أنها وضعت أسس الدعوة إلى الله تعالى ...
- وهى لا تكون إلا بالحكمة والموعظة الحسنة ...
- وضعت معيار العدالة عند اختبار الرد على العدوان
" .. فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ؟
- ووضعت معيار الإحسان لمن يتسع صدره للإحسان .
لم يرض الله لرسوله إلا بمعيار الإحسان "
ووعده تعالى بأن يعينه عليه
ولنتأمل مدى قوة تحمل الرسول فى مثل هذا الموقف .
ليس عجيباً أن يبادر خاتم الأنبياء والمرسلين بالطاعة فيكفر عن يمينه فقد هيأه الله وأعده لذلك .
ولكن العجيب أن نظن نحن
أن الترقى للدرجات العلا .. درجات الإحسان
تتم بلا معاناة .. كما لو كان صاحبها
يضغط على شئ فيصعد به إلى حيث يشاء
الحزن يملأ القلب .. والله سبحانه وتعالى
يسلى ويواسى رسوله .. فيقول له :
لا تحزن .. ولايعنى هذا أسلوب أمر ..
بل الأقرب أن يكون أسلوب مواساة وتسلية وتعزية
وطبيعى أن مواساة الله تعالى النازلة على قلب رسول الله ستخفف عنه الكثير ..
ويبقى أن الرسول قال عند موت إبراهيم ابنه أن العين لتدمع .. وأن القلب ليحزن
ولا نقول إلا ما يرضى ربنا
هذا السمو الأخلاقى العالى إلى درجات الإحسان
هو الذى نلمسه فى كثير من مواقف رسول الله صلى الله عليه وسلم
فنتذكر على الفور : " وإنك لعلى خلق عظيم "
ونتذكر أيضاً " : أدبنى ربى فأحسن تأديبى "
ويجعلنا نتفهم بعين الإكبار موقف الرسول ممن أمعنوا  فى إيذائه ...
وموقفه من إسلام " وحشى "
الذى صرع عمه حمزة رضى الله عنه
قال وحشى :
" فلما قدمت مكة أُعتقت ..
ثم أقمت حتى إذا افتتح رسو ل الله صلى الله عليه وسلم مكة
هربت إلى الطائف .. فمكثت بها ..
فلما خرج وفد الطائف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 
ليسلموا تعيَّت علىّّ المذاهب .. (ضاقت على الطرق)
فقلت : ألحق بالشام .. أو اليمن .. أو ببعض البلاد
فو الله إنى لفى ذلك من همى إذ قال لى رجل !:
ويحك إنه والله ما يقتل أحداً من الناس
دخل فى دينه وتشهد شهادته
فلما قال لى ذلك
خرجت حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم  بالمدينة فلم يرعه  إلا بى قائماً على رأسه ..
أتشهّدُ بشهادة الحق .
فلما رآنى قال : أوحشى ؟
قلت : نعم يا رسول الله
قال : أقعد فحدثنى كيف قتلت حمزة
فحدثته ..
فلما فرغت من حديثى ..
قال : ويحك ! غيِّب عنى وجهك . فلا أرينك ...
 فكنت أتنكب رسول الله صلى الله عليه وسلم  حيث كان لئلا يرانى
حتى قُبِضَ رسول الله صلى الله عليه وسلم 
ويضيف وحشى ..
فلما خرج المسلمون إلى مسيلمة الكذاب
صاحب اليمامة .. خرجت معهم ،
وأخذت حربتى التى قتلت بها حمزة !
فلما التقى الناس رأيت مسيلمة الكذاب قائماً
فى يده السيف وما أعرفه .. فتهيأت له ..
وتهيأ له رجل من الأنصار من الناحية الأخرى ..
كلانا يريده .. فهززت حربتى .. حتى إذا رضيت منها
دفعتها عليه .. فوَقَعَتْ فيه ..
وشد عليه الأنصارى فضربه بالسيف ..
فربك أعلم أينا قتله ..
فإن كنت قتلته :
فقد قتلت خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قتلت شر الناس.
الصلاة على حمزة
جئ بثوب يكفن به حمزة .. إذا غطى وجهه
انكشفت قدماه .. وإذا غطيت قدماه انكشف وجه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :-
" اجعلوها على  وجهه ..
واجعلوا على قدمه من هذا الشجر
ورفع الرسول رأسه
فإذا أصحابه يبكون
قل : ما يبكيكم ؟
قيل : يا رسول الله . لا نجد لعمك اليوم ثوباً واحداً يسعه
قال : إنه يأتى على الناس زمان يخرجون إلى الأرياف
فيصيبون فيها مطعماً وملبساً .. ومركباً
فيكتبون إلى أهلهم :
هلموا إلينا ..
فإنكم بأرض جردية (جرداء)
والمدينة خير لهم لو كانوا يعملون
لا يصبر على لأوائها وشدتها أحد
إلا كنت له شفيعاً أو شهيداً يوم القيامة
وصلى الرسول على قتلى أحد
عشرة ... عشرة ..
يصلى على حمزة مع كل عشرة
الرسول وبكاء النساء على الموتى
لما رجع الرسول إلى المدينة ..
سمع نساء بنى عبد الأشهل يبكين على قتلاهن
فقال : " لكن حمزة لا بواكى له .
فاجتمع نساء الأنصار عنده .. يبكين على حمزة
فلما سمعهن قال : " ياويحهن " .. مروهن فليرجعن ولا يبكين على هالك بعد اليوم "
حياة الشهداء :
" ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون ..
فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون …
يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين .
آل عمران /169،170،171
وتمر السنون :
ولما أراد معاوية بن أبى سفيان
أن يجرى عينه التى بأحد
كتبوا إليه :
إنا لا نستطيع أن نجريها على قبور الشهداء
فكتب معاوية :
انقلوهم
قال جابر بن عبد الله :
فرأيتهم يُحمَلون على أعناق الرجال
كأنهم قوم ينام ..
وأصابت المسحاة طرف رجل
حمزة بن عبد المطلب
فانبعث دماً ..
وكان ذلك بعد دفنهم بأكثر من أربعين سنة
صلى الله عليك يا سيدى يا رسول الله وعلى آلك . وصحبك ..  وسلم .







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اخر الزوار

Flag Counter