أسماء بنت يزيد
الأشهلية
هل سمعتم
مقالة امرأة قط
أحسن من هذه ؟
قالوا : يارسول الله ..
ما ظننا أن امرأة
تهتدى إلى مثل هذا !
أسماء بنت يزيد الأشهلية
رسول النساء إلى النبى
ـــــــ
قبل أن تذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لتعرض مسالة النساء عليه .. استعرضت مادار بينها وبينهن من حديث ..
لقد فُضل الرجال علينا بأشياء كثيرة ..
الرجال يشهدون الجنائز ويشيعون الموتى ..
قالت إحدى الحاضرات معها وكانت متنقبة :-
صدقت يا أختاه .. إن الرجال قساة علينا .. غلاظ القلوب
إنهم يحرموننا من توديع أحبائنا .. والبكاء بصوت مرتفع عليهن يحرموننا من مجرد إظهار أسفنا وحزننا على الفراق
قالت أسماء : ليس البكاء مما حرمه الله تعالى علينا ..
ما هو المحرم إذن ؟
لطم الخدود .. وشق الجيوب .. والصراخ والعويل بكلام يغاضب الله ورسوله ..
قالت إحداهن : وماذا فى هذا .. إن المرأة المحزونة المصابة فى عزيز لديها قد تستريح نفسها وتهدأ إذا صفعت نفسها .. إنها لم تصفع أحداً ولم تمزق ثياب أحد .. إنها تعبر عن حزنها .. وهى بالتأكيد تستريح إذا توافقت ضرباتها على خدها مع ضربات الدف ..
علقت أخرى بقولها :
خاصة إذا صاحب ذلك نوع من التمايل مع القفزات الدائرية .. كالطير يرقص مذبوحاً من الألم !
تضاحكت بعض النسوة قائلة : هذا ما كنا نفعله قبل الإسلام
قالت : أسماء ولكن الإسلام منع ذلك وحذر الرسول منه حتى لايعذب الميت بما نفعله نحن عند تشييعه لنظهر كم كان عزيزاً علينا ..
- ولماذا هذا التشدد مع النساء .. ؟ وكبت مشاعرهم ..
أليس السماح للمرأة ببعض هذه الأشياء أفضل من أن تنفجر الواحدة منا
وتشتبك مع جارتها .. وتكال اللكمات وتمزق الثياب وتعلو الشتائم والسباب باللهجات الفصحى وغير الفصحى ..
أسماء : لا نستطيع أن نطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نعود لعادات الجاهلية .. وإلا فهل نطالب مثلاً بالرجوع إلى عادة وأد البنات .
- أخرى : نحن نحفظ للرجال أموالهم ونشاركهم فى العمل وهم فى النهاية يستلبون ثمرة تعبنا وحرصنا ..
- وما العمل إذا كان الزوج شحيحاً ..
ويده أكثر وأشد جفافاً من العرجون القديم
أليس لنا أن نقتطع من أموالهم شيئاً بدون علمهم ؟
أم تعتبر الواحدة منا سارقة .. ويكون ما أخذته مالا حراماً
- أسماء : ألم تسمعى ما قالته هند بنت عتبة امرأة أبى سفيان ..
قال لها الرسول : خذى من ماله بالمعروف مايكفيك أنت وأولادك للإنفاق وليس للادخار من وراء ظهره .. وخذى بالمعروف ..
- أخرى : وقال لها أبو سفيان :
ما أخذته فى الماضى فهو حل لك
- أخرى : وما العمل إذا كانت المرأة جميلة كوجه القمر وفرض عليها رجل لا تطيق النظر إلى وجهه لفرط دمامته ..
أسماء : إما أن تصبرى على معاشرته ولك أجر الصابرات .. ويكون نظره إلى جمالك دعوة جميلة لشكر الله على ما أعطاه فيكون له هو أيضاً أجر الشاكرين ..
- وإما يكون لك الحق فى مفارقته كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع بريرة .. مولاة زوجه عائشة فقد خيرها فاختارت فراق زوجها مغيث فطلقها الرسول منه
- واحدة : لقد أغاثها الله على يد رسوله .
- أخرى : وقد سمعنا أيضاً عن جميلة بنت بن سلول التى تنازلت عن الحديقة التى سبق أن مهرها بها ثابت ابن قيس ووافق الرسول على أن تخلع نفسها من هذا الزواج .. أيضاً لقبح الزوج ولرغبتها فى الخلع ..
قالت أسماء : لماذا ترغب النساء دائماً فى أن يكون الزوج جميلاً .. مع أن كلا منهما يكمل الأخر ..
خوف المرأة واحتياجها لحماية الزوج يكمله جمالها ..
وجمالها يكون حافزاً لشجاعته والدفاع عنها ..
وعوضاً عن قبحه ..
إحدى النساء : وماذا لو كان الزوج رعديداً وقبيحاً ؟
النسوة يتضاحكن ..
هذه كارثة كبرى
أسماء : لقد دردشنا كثيراً ..
هيا بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
من منكن ترغب فى عرض أمورنا عليه ؟
النسوة : لا أحد غيرك يا أسماء
أسماء : سأعرضها كتساؤلات وليس كطلبات .. وسأوجزها فى كلمات
النسوة : إفعلى ما شئت فنحن نثق فى حكمتك وحسن عرضك للأمور
ـــــــ
أستأذنت أسماء بنت يزيد الأنصارية على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فى جمع من أصحابه .. فأذن لها ..
فقالت : " بأبى وأمى أنت يارسول الله "
أنا وافدة النساء إليك ..
قال : هات ما عندك ..
قالت : " إن الله .. عز وجل .. بعثك إلى الرجال والنساء كافة
فآمنا بك .. وبإلاهك ..
وإنا معشر النساء .. محصورات مقصورات ..
قواعد بيوتكم .. ومفضى شهواتكم ..
وحاملات أولادكم ..
وإنكم .. معشر الرجال
فضلتم علينا بالجُمَعْ والجماعات
وعيادة المرضى ..
وشهود الجنائز ..
والحج بعد الحج ..
وأفضل من ذلك كله .. الجهاد فى سبيل الله عز وجل
وإن الرجل إذا خرج .. حاجاً .. أو معتمراً .. أو مجاهداً
حفظنا لكم أموالكم .. وغزلنا أثوابكم
وربينا لكم أولادكم
أفما نشارككم فى هذا الأجر والخير .. ؟
إلتفت النبى صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه بوجهه كله ..
ثم قال :
" هل سمعتم مقالة امرأة قط
أحسن من مساءلتها فى أمر دينها من هذه ؟ "
فقالوا : يارسول الله ..
ما ظننا أن امرأة تهتدى إلى مثل هذا
فالتفت النبى إليها فقال :
"افهمى أيتها المرأة
وأعلمى من خلفك من النساء
أن حسن تَبّعُلِ المرأة لزوجها
وطلبها مرضاته ..واتباعها موافقته
يعدل ذلك كله "
ـــــــ
أرأيت إلى عظم الأجر الذى تحصل عليه المرأة
من الله تعالى نتيجة حسن تبعلها لزوجها ..
إنه يعدل أجر صلاة الجُمَعْ .. والجماعات ..
وأجر عيادة المرضى ..
وأجر شهود الجنائز ..
وأجر الحج بعد الحج ..
وأجر الجهاد فى سبيل الله
هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
وهو لايقول ذلك إلا عن يقين من ربه لأنه لاينطق عن الهوى
فكلامه تشريع وليس ترضية خواطر
ولذلك انصرفت راضية مرضية .. مهللة ..
تقول : لا إله إلا الله .. لا إله إلا الله ..
إنها لم تذهب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم
لتبث شكاية الزوجات من الأزواج ..
ولكنها ذهبت تستفسر عن أمر دينها
وعما إذا كانت النساء تستحق الأجر من الله تعالى
على كل ما ذكرته من متاعب الحمل .. وتربية الأولاد ..
والحفاظ على الأموال .. والأمانة فى المال
والتربية السليمة للأولاد بما يعنى تقديم القدوة الحسنة لهم ..
وموافقة الزوج وطاعته وكل هذا يبذل عن طواعية ورضى ..
لا عن قهر وإذعان ..
علاقة أسرية متساندة .. وليست متشاكسة متعارضة
أين هذا الأسلوب الجذاب الأخاذ من الأساليب الأخرى ..؟
التى تصور الأمر على أنه عداء بين المرأة والرجل ..
امرأة لم تتعلم فى جامعة .. ولكنها تفوق الجامعيات
فى عرض مطالبها .. بأسلوب يأخذ بألباب الحاضرين
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
ـــــــ
أخيراً ..
هل أسماء بنت يزيد الأشهلية امرأة أخرى غير أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية أم أنهما شخصية واحدة ..؟
يقول ابن الأثير فى كتابه "أسد الغابة فى أخبار الصحابة "
" جعل ابن منده وأبو نعيم أسماء بنت يزيد الأشهلية غير أسماء بنت يزيد بن السكن ، وذكرا حديث رسالة النساء للأشهلية .
وأما أبو عمر فإنه جعل أسماء بنت يزيد بن السكن هى الأشهلية ، وهى رسول النساء ، فجعل المرأتين واحدة ، ووافقه أبو نعيم ، فإنه جعل ترجمتين مثل ابن منده ، وأنكر على ابن منده وقال :
أفردها المتأخرة ، وهى المتقدمة
وقد جعل أحمد بن حنبل أسماء بنت يزيد بن السكن هى الأشهلية
المشاركة فى حرب اليرموك :
إذا كانت الشخصية واحدة :
فتكون رسول النساء أو وافدة النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قالت هى عن نفسها قد شاركت فى موقعة اليرموك ..
وقتلت يوم اليرموك تسعة من الروم بعمود فسطاطها
وتكون هى التى قالت :-
" سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
لاتقتلوا أولادكم سراً ، فأن الغيل يدرك الفارس فيدعثره عن فرسه "
أى يصرعه ويهلكه ..
والمراد النهى عن الفيلة ، وهو أن يعاشر الرجل امرأته وهى مرضع وربما حملت ، واسم ذلك اللبن الغيلة ، فإذا حملت فسد لبنها
يريد أن من سوء أثره فى بدن الطفل وافساد مزاجه واضعاف قواه : أن ذلك لايزال ما سلا فيه إلى أن يشتد ويبلغ مبلغ الرجال ، فإذا أراد منازلة خصم فى الحرب وهن عنه وانكسر ، وسبب وهنه وانكساره الغيل
كما روى عنها عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" من بنى لله مسجداً بنى الله له بيتاً فى الجنة "
كما يقال إنها قالت
" إنى زينت عائشة لرسول الله صلى الله عليه وسلم "
كما يقال عنها : أنها ابنة عمة معاذ بن الجبل
ـــــــ
ولم ينسبها واحد من الثلاثة الذين أخرجوا الحديث ويقول ابن الأثير : إنها
" أسماء بنت يزيد بن السكن بن رافع بن امرئ القيس ابن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث ابن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس "
كلمة أخيرة :
الذى يهمنا هو ما صدر عنها كدليل على حكمتها وفطنتها أما هذا النسب الطويل فأحسبه لا يهمنا كثيرا ولعله يهم راغبى الزواج من حفيداتها إن أمكن العثور عليهن !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق