أسماء
بنت أبى بكر
__
الحجاج : أسماء:
ماظنك بمن قتل - لاضير ..
عبد الله بن الزبير؟ فقد أهدى رأس يحيى إلى بغى
قالت أسماء :
سمعت رسول الله يقول :
يخرج من ثقيف رجلان :
.. كذاب .. ومبير
والآخر منهما شر من الأول
أسماء
بنت أبى بكر
ذات النطاقين
__
قرشية تيمية
أسم أبى بكر : - عبد الله بن عثمان
التعريف بها :
بنت أبى بكر الصديق رضى الله عنه
زوج الزبير بن العوام
أم عبد الله بن الزبير
ذات النطاقين
أخت عائشة لأبيها
أكبر سناً من عائشة
أخوها الشقيق عبد الله بن أبى بكر
ولدت قبل البعثة بسبع وعشرين سنة
كان عمر أبيها لما ولدت نيفاً وعشرين سنة
أسلمت بعد سبعة عشر إنساناً
هاجرت إلى المدينة وهى حامل بعبد الله بن الزبير
وضعت عبد الله بن الزبير وهى بقباء
أمها : قَيلةَ .. وقيل : قُتَيلة
الذين رووا عنها :
روى عنها : 1- عبد الله بن عباس
2- عروة : ابنها
3- عباد بن عبد الله بن الزبير
4- أبو بكر بن عبد الله بن الزبير
5- عامر بن عبد الله بن الزبير
6- المطلب بن حنطب .
7- محمد بن المنكدر .
8- فاطمة بنت المنذر .. وغيرهم
عاشت وطال عمرها
فقدت بصرها
بقيت إلى أن قتل أبنها عبد الله بن الزبير سنة ثلاثة وسبعين
قيل عاشت بعد قتله عشرة أيام .. وقيل عشرون يوماً
وقيل بضع وعشرون يوماً حتى أتى جواب عبد الملك بن مروان .. بإنزال عبد الله ابنها من الخشبة
ماتت ولها مائة سنة .
النطاق : هو شبه ثوب يحيط بالنصف الأسفل من البدن ، وهو أن تلبس المرأة ثوبها ثم تشد وسطها بشئ ..
وترفع وسط ثوبها وترسله على الأسفل عند معانات الأشغال لئلا تعثر فى ذيل ثوبها .
ذات النطاقين : أول من أتخذ النطاق من النساء هى أم إسماعيل عليه السلام .
أما أسماء بنت أبى بكر فهى أول من أستعمل النطاق فى غير الغرض المخصص له .. بأن شقته نصفين فجعلت واحد وضعت فيه زاد السفر الذى أعد لرسول الله وأبيها ..
وجعلت الثانى لتحفظ فيه قربة الماء ليلة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى بكر إلى الغار ..
فقال لها رسول الله : إن لك به نطاقين فى الجنة فسميت ذات النطاقين ..
وكانت أسماء تأتيهما بالطعام إذا أمست بما يصلحهما ..
كفاحها مع زوجها
لم تكن حياة أسماء ذات النطاقين حياة لينه ناعمة مع زوجها الزبير بن العوام بل كانت حياته شاقه قاسيه وصفته هى بقولها :
" تزوجنى الزبير …
وما له فى ارض مال ولا مملوك
ولا شىء غير فرسه ..
فكنت أعلف فرسه .. واكفيه مؤونته وأسوسه ..
وادق النوى الناضجة واعلفه .. واسقيه الماء.. واخرز() غربه() واعجن ..
ولم أكن أحسن أخبز فكان يخبز.. لى جارات من الأنصار ولكن نسوة صدق .
وكنت أنقل النوى على رأسى ..على بعد ثلثى فرسخ ..
وجئت يوماً والنوى على رأسى فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا لى ثم قال :
" إخ إخ " ليحملنى خلفه ..
فاستحييت أن أسير مع الرجال ..
وذكرت الزبير وغيرته .. وكان من أغير الناس فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أنى قد استحييت فمضى .. فجئت الزبير فقلت :
لقينى رسول الله وعلى رأسى النوى ..
ومعه نفر من أصحابه فأناخ لأركب معه فاستحييت وعرفت غيرتك ..
فقال : والله لحملك النوى كان أشد على من ركوبك معه
وظللت على ذلك حتى أرسل إلى أبو بكر بعد ذلك بخادم فكفتنى سياسة الفرس فكأنما أعتقنى .
فهى تصور هنا حياتها الشاقة المرهقة مع الزبير كما لو كانت آمة (عبدة) له ..
إلى أن أعتقها أبوها أبو بكر الصديق بمعاونتها بخادم تكفيها مشقة ذلك العمل المرهق الذى كانت تقوم به .
الكد فى الحياة سلوك إسلامى :
لم تكن النساء مرفهات فى عهد الصحابة .. بل كان أكثرهن يعملن بأيديهن .. وفى أزواج النبى صلى الله عليه وسلم وبناته أمثلة يُقتدى بها فى ذلك ..
ولم يكن ذلك عن بخل من الأزواج ، فقد كانت حياة الرجال أشد قسوة وتقشفاً ..
كان الكد فى الحياة سلوكاً يحبب فيه الإسلام ..كما كان يحبب فى الصدقة ويعتبرها حقاً من حقوق الفقير .
وليس منة وتفضلاً من الغنى على الفقير
" يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه ."
آلام الجـــــوع :
قالت " كنت مرة فى أرض أقطعها النبى صلى الله عليه وسلم لأبى سلمة والزبير فى أرض بنى النضير ...
فخرج الزبير مع الرسول الله ولنا جار من اليهود ، فذبح شاة فطبخت فوجدت ريحها فدخلنى ما لم يدخلنى من شئ قط . وأنا حامل بابنتى خديجة فلم أصبر فانطلقت فدخلت على إمراة اليهودى أقتبس منها ناراً لعلها تطعمنى ، وما بى من حاجة إلى النار ..
فلما شممت الريح ورأيته ازددت جوعاً ورغبة فى الطعام فأطفأته ثم جئت ثانياً أقتبس ، ثم ثالثة ، ثم قعدت أبكى وأدعو الله . فجاء زوج جارتنا فقال : أَدَخَلَ عليكم أحد ؟
قالت العربية : تقتبس ناراً
قال فلا أكل منها أبداً .. أو ترسلى إليها منها
فأرسل إلىَّ بقدحه – يعنى غرفة – فلم يكن شئ فى الأرض أعجب إلى من تلك الأكلة .
جود أسماء رضى الله عنها
" عن عبد الله بن الزبير رضى الله عنهما قال : ما رأيت امرأتين أجود من عائشة وأسماء وجودهما مختلف ..
أما عائشة فكانت تجمع الشىء إالى الشئ حتى إذا كان اجتمع عندها قسمته .
أما أسماء فكانت لاتمسك شيئا لغد
(البخارى فى الأدب المفرد )
محاولتها تهدئة جدها :
قالت أسماء : لما خرج رسول الله وخرج أبو بكر معه احتمل أبوبكر ماله كله .. خمسة آلاف درهم أو ستة آلاف درهم . فأنطلق بها معه ..
قالت: فدخل علينا جدى أبو قحافة وقد ذهب بصره
فقال : والله إنى لأراه قد فجعكم بماله مع نفسه
قلت : كلا يا أبت .. إنه ترك لنا خيراً كثيراً
قالت وأخذت أحجاراً فوضعتها فى كوة فى البيت الذى كان أبى يضع ماله فيه ..
ثم وضعت عليها ثوباً ثم أخذت بيده فقلت :
يا أبت ضع يدك على هذا المال ..
فوضع يده عليه فقال : لا بأس ..
إذا كان قد ترك لكم هذا المال فقد أحسن ، وفى هذا بلاغ لكم .
قالت : ولا – والله – ما ترك لنا شيئا
ولكن أردت أن أسكن الشيخ بذلك
كانت تمرض المرضة فتعتق كل مملوك لها كما كانت تحث بناتها وأهلها على الصدقة وتقول لهم : " أنفقوا أو أنفقن .. وتصدقن ولا تنتظرن الفضل ، فإنكن إن أنتظرتن الفضل لم تفضلن معكن شيئا.. وإن تصدقتن لم تجدن فقده
فقد كانت هى امرأة سخية ووعت وطبقت ما قاله رسول الله لها :
" لاتوكى () فيوكى الله عليك "
أى أنفقى .. ولا تخزنى وتشدى ما عندك وتمنعى ما فى يديك فيقطع الله تعالى خيره ورزقه عنك .
احتياطها لدينها :
قدمت أمها قتيلة بنت عبد العزى عليها ..
وكان أبو بكر طلقها فى الجاهلية ..جاءت الأم ومعها هدايا
لابنتها .. زبيب .. سمن .. قرظ() فأبت أن تقبل هداياها ..أو تدخلها إلى بيتها وأرسلت إلى عائشة :
سلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
فقال : لتدخلها بيتها وتقبل هداياها "
وأنزل الله تبارك وتعالى :
" لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين.
"إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم فى الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون"
سورة الممتحنة (60 / 7،8 )
حفاظها على الصلاة :
ظلت أسماء رضى الله عنها محافظة على الصلاة حتى وهى عجوز كبيرة فاقدة البصر ..
وكان عندها من يلقنها : قومى ، أقعدى .. افعلى
هداياها فى الثياب :
كانت لا تلبس الثياب التى تشف أو تصف الجسم
قدم المنذر بن الزبير بن العوام من العراق فأرسل لها بكسوة من ثياب رقاق عتاق بعد ما كف بصرها .. فلمستها بيديها ثم قالت :
أف أف : دليل الضجر وعدم الرضى
ردوا عليه كسوته
فشق ذلك عليه وقال : يا أم : إنه لايشف
قالت إن لم تشف تصف ..
فاشترى لها ثياباً غيرها طبقاً لمواصفاتها التى تحبها فى الثياب
طلاقها من الزبير :
عن عكرمة أن أسماء بنت أبى بكر كانت تحت الزبير بن العوام وكان شديداً عليها ..
فأتت أباها فشكت ذلك إليه فقال :
" يابنية إصبرى ..
فإن المرأة إذا كان لها زوج صالح ثم مات عنها فلم تتزوج بعده جمع بينهما فى الجنة .
ولكنها على أى حال طلقت فكانت عند ابنها عبد الله
أسباب الطلاق :
أختلف فيها فقيل ..
إن عبد الله قال لابيه :
مثلى لاتوطأ أمه!
فطلقها .
وقيل : كانت قد أسنت - كبرت - وولدت للزبير عبد الله .. وعروة .. والمنذر ..
وقيل : إن الزبير ضربها .. فصاحت بابنها عبد الله ، فأقبل إليها.
فلما رآه أبوه قال : أمك طالق إن دخلت.
فقال عبد الله : أتجعل أمى عرضة ليمينك فدخل فخلصها منه ، فبانت منه .
أما قول عبد الله لابيه : مثلى لا توطأ أمه !
فلعله يعنى به أنه لتداس لها كرامة ولاتهان من أحد حتى من أبيه..
وتكون كل هذه الاسباب مجتمعة هى السبب فى الطلاق ...
.. إنها ذات النطاقين ..
وأم لرجل يعتز بنفسه يراها تضرب وهى مسنة .. ويراد الحيلولة بينه وبين تخليصها من يد الزوج الغاضب بالقسم بالطلاق إذا دخل الابن لنجدة أمه كل هذا يصلح أن يكون سبباً للطلاق .
شجاعتها وصبرها :
لا تستغرب شجاعتها .. فهى بنت أبى بكر الصديق أول من آمن من الرجال وصدقه فى كل مايقول ووصفه على بن أبى طالب بأنه أشجع الناس حين خطب الناس فقال :
من أشجع الناس ؟
قالوا :أنت يا أمير المؤمنين
فقال : أما إنى ما بارزنى أحد إلا انتصفت منه ولكن أشجع الناس هو أبو بكر ..
إنا جعلنا لرسول الله عريشاً – أى بيتاً يستظل به – فقلنا من يكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لئلا يهوى إليه أحد من المشركين ؟
فوا الله ما دنا منا أحد إلا أبو بكر شاهراً بالسيف على رأس رسول الله لا يهوى إليه أحد إلا أهوى إليه .
هذه شهادة على بن أبى طالب .. وهو من هو .
مواقف خالدة لأم صابرة
تتمثل شجاعة أسماء وجلدها وحكمتها فى حوارها مع عبد الله بن الزبير قبل مقتله .
-: دخل على أمه حين رأى من الناس ما رأى من خذلانهم فقال :
يا أمه .. خذلنى الناس حتى ولدى وأهلى فلم يبقِ معى إلا اليسير .. ومن ليس عنده من الدفع أكثر من صبر ساعة .. والقوم يعطوننى ماأردت من الدنيا فما رأيك ..؟
فقالت : - ولنتأمل جيداً هذه الكلمات -:
أنت والله يابنى أعلم بنفسك ..
إن كنت تعلم أنك على حق .. وإليه تدعو .. فامضِ له . فقد قتل عليه أصحابك ..ولا تمكن من رقبتك .. يتلعب بها غلمان بنى أميه..
وإن كنت إنما أردت الدنيا .. فبئس العبد أنت !
أهلكت نفسك .. وأهلكت من قتل معك
وإن قلت :
كنت على حق .. فلما وهن أصحابى ضعفت .. فهذا ليس فعل الأحرار ولا أهل الدين .
وكم خلودك فى الدنيا .. القتل أحسن !
……
أم تشرح جوانب الموقف لابنها .. وتحلله تحليلاً منطقياً .. وننتهى إلى أن القتل أفضل له !!
.. ودنا أبن الزبير فقبل رأسها وقال : هذا والله رأيى ..
ولكنى أحببت أن أعلم رأيك ..
فزدتنى بصيرة مع بصيرتى .
فانظرى يا أمه ..
فأنى مقتول من يومى هذا ..
فلا يشتد حزنك .. وسلمى الأمر لله
فإن ابنك لم يتعمد إتيان منكر ..ولا عمل بفاحشة .. ولم يجر فى حكم الله ولم يغدر فى أمان .. ولم يتعمد ظلم مسلم ولا معاهد ولم يبلغنى ظلم عن عمالى فرضيت به .. بل أنكرته ولم يكن شئ آثر عندى من رضا ربى .
اللهم إنى لا أقول هذا تزكية منى لنفسى .. أنت أعلم بى ..
ولكن أقوله تعزية لأمى لتسلو عنى
قالت أمه :
إنى لأرجو من الله أن يكون عزائى فيك حسناً إن تقدمتنى ..
وإن تقدمتك ففى نفسى ،
أخرج حتى أنظر إلى ما يصير أمرك
قال : جزاك الله يا أمه خيراً .. فلا تدعى الدعاء لى .. قبل وبعد.
قالت : لا أدعه أبداً
فمن قتل على باطل .. فقد قتلت على حق !
ثم قالت : اللهم أرحم طول ذلك القيام فى الليل الطويل ..
وذلك النحيب والظمأ فى هواجر المدينة ومكة وبره بابيه وأمه
اللهم قد سلمته لأمرك فيه ورضيت بما قضيت فأثبنى فى عبد الله.. ثواب الصابرين الشاكرين .
فما مكثت بعده إلا عشراً .. ويقال خمسة أيام
الوداع الأخير :
دخل أبن الزبير على أمه وعليه الدرع والمغفر، فوقف فسلم .. ثم دنا فتناول يدها فقبلها
فقالت : هذا وداع فلا تبعد
قال : جئت مودعاً ..
إنى لأرى هذا آخر يوم من الدنيا يمر بى
وأعلمى يا أمه .. أنى إن قتلت
فإنما أنا لحم لا يضرنى ما صنع بى
قالت: صدقت يا بنى ..
أتمم على بصيرتك .. ولا تمكن أبن أبى عقيل منك وأدن منى أودعك .. فدنا منها فقبلها .. وعانقها ..
قالت حيث مست الدرع : ما هذا صنيع من يريد ما تريد ..
قال : ما لبست هذا الدرع إلا لأشد منك
قالت العجوز : فإنه لا يشد منى .
فنزعها ..ثم أدرج كميه .. وشد أسفل قميصه وجبة خز تحت القميص فأدخل أسفلها فى المنطقة .
وأمه تقول :
البس ثيابك مشمرة .. ثم أنصرف ابن الزبير وهو يقول :
إنى إذاً أعرف يومى أصبر إذ بعضهم يعرف ثم ينكر
فسمعت العحوز قوله فقالت :
تصبر والله إن شاء الله
أبوك أبو بكر والزبير
وأمك صفية بنت عبد المطلب
ومن الخارج ترامى إلى سمعها نداء الحجاج لابنها :-
ويلك يابن ذات النطاقين ..
أقبل الامان ..وادخل فى طاعة أمير المؤمنين
قالت أسماء : لعنهم الله .. فما أجهلهم
إذ يعيرونه بذات النطاقين ..
ولو علموا لكان ذلك أعظم فخره عندهم ..
حين خرج رسول الله فى بعض أسفاره مع أبى بكر …
هيأت لهم سفرة .. فطلبا شيئاً يربطانها بها فلم يجدوا .. فقطعت من مئزرى لذلك ما أحتاج إليه ..فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أما ان لك به نطاقين فى الجنة "
موقفها بعد مقتل ابنها :
إنه موقف من المواقف الفريدة فى التاريخ .. يمثل قوة الاحتمال ..والشجاعة الفائقة ..والإيمان بما عند الله
حين بلغها أن ابنها قتل ..وانهم قد احتزوا رأسه ..ونصبوه على خشبة ..
قالت : إن الكبش إذا ذبح لم يضره السلخ ..
خرجت إلى الحجاج
قالت : أما آن لهذا الفارس أن يترجل حتى أدفنه ..
فقد قضيت أربك منه
قال : لا.. ثم قال لها مُدلاً – متباهياً- بقوته وشجاعته
ما ظنك برجل قتل عبد الله بن الزبير ؟
قالت :حسيبه الله
أما أنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
-: يخرج من ثقيف رجلان كذابان الآخر منهما شر من الأول :
الأول كذاب ..والآخر مبير
قال الحجاج : اللهم مبير لا كذاب
إن ابنك ألحد فى هذا البيت ..
وإن الله أذاقه من عذاب أليم وفعل به وفعل ..
وإنى قاتل الملحدين ..
قالت كذبت ..
أنت قاتل المؤمنين الموحدين
لقد كان ابنى صواماً قواماً
قال لها : كيف رأيت ما صنعت بأبنك ؟
قالت : رأيتك أفسدت عليه دنياه ..
وأفسد عليك آخرتك
ولا ضير ان أكرمه الله على يديك
فقد أهدى رأس يحيى بن زكريا .. إلى بغى
………
أرأيت إلى إجابات هذه الام المكلومة
.. هذه الكلمات القاطعة كالسيوف ولا غرو فهى بنت أبى بكر الصديق .
وأم عبد الله .. وزوج الزبير بن العوام حوارى رسول الله صلى الله عليه وسلم
…………
وفاتها :
قيل أنها أوصت أن :-
- إذا مت جمروا ثيابى على المشجب ..
وحنطونى ..
ولا تذروا على كفنى حنوطاً
ولاتتبعونى بنار ..
وماتت بعد قتل ابنها بليالى ..
وكان قتله يوم الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين
بنت أبى بكر
__
الحجاج : أسماء:
ماظنك بمن قتل - لاضير ..
عبد الله بن الزبير؟ فقد أهدى رأس يحيى إلى بغى
قالت أسماء :
سمعت رسول الله يقول :
يخرج من ثقيف رجلان :
.. كذاب .. ومبير
والآخر منهما شر من الأول
أسماء
بنت أبى بكر
ذات النطاقين
__
قرشية تيمية
أسم أبى بكر : - عبد الله بن عثمان
التعريف بها :
بنت أبى بكر الصديق رضى الله عنه
زوج الزبير بن العوام
أم عبد الله بن الزبير
ذات النطاقين
أخت عائشة لأبيها
أكبر سناً من عائشة
أخوها الشقيق عبد الله بن أبى بكر
ولدت قبل البعثة بسبع وعشرين سنة
كان عمر أبيها لما ولدت نيفاً وعشرين سنة
أسلمت بعد سبعة عشر إنساناً
هاجرت إلى المدينة وهى حامل بعبد الله بن الزبير
وضعت عبد الله بن الزبير وهى بقباء
أمها : قَيلةَ .. وقيل : قُتَيلة
الذين رووا عنها :
روى عنها : 1- عبد الله بن عباس
2- عروة : ابنها
3- عباد بن عبد الله بن الزبير
4- أبو بكر بن عبد الله بن الزبير
5- عامر بن عبد الله بن الزبير
6- المطلب بن حنطب .
7- محمد بن المنكدر .
8- فاطمة بنت المنذر .. وغيرهم
عاشت وطال عمرها
فقدت بصرها
بقيت إلى أن قتل أبنها عبد الله بن الزبير سنة ثلاثة وسبعين
قيل عاشت بعد قتله عشرة أيام .. وقيل عشرون يوماً
وقيل بضع وعشرون يوماً حتى أتى جواب عبد الملك بن مروان .. بإنزال عبد الله ابنها من الخشبة
ماتت ولها مائة سنة .
النطاق : هو شبه ثوب يحيط بالنصف الأسفل من البدن ، وهو أن تلبس المرأة ثوبها ثم تشد وسطها بشئ ..
وترفع وسط ثوبها وترسله على الأسفل عند معانات الأشغال لئلا تعثر فى ذيل ثوبها .
ذات النطاقين : أول من أتخذ النطاق من النساء هى أم إسماعيل عليه السلام .
أما أسماء بنت أبى بكر فهى أول من أستعمل النطاق فى غير الغرض المخصص له .. بأن شقته نصفين فجعلت واحد وضعت فيه زاد السفر الذى أعد لرسول الله وأبيها ..
وجعلت الثانى لتحفظ فيه قربة الماء ليلة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى بكر إلى الغار ..
فقال لها رسول الله : إن لك به نطاقين فى الجنة فسميت ذات النطاقين ..
وكانت أسماء تأتيهما بالطعام إذا أمست بما يصلحهما ..
كفاحها مع زوجها
لم تكن حياة أسماء ذات النطاقين حياة لينه ناعمة مع زوجها الزبير بن العوام بل كانت حياته شاقه قاسيه وصفته هى بقولها :
" تزوجنى الزبير …
وما له فى ارض مال ولا مملوك
ولا شىء غير فرسه ..
فكنت أعلف فرسه .. واكفيه مؤونته وأسوسه ..
وادق النوى الناضجة واعلفه .. واسقيه الماء.. واخرز() غربه() واعجن ..
ولم أكن أحسن أخبز فكان يخبز.. لى جارات من الأنصار ولكن نسوة صدق .
وكنت أنقل النوى على رأسى ..على بعد ثلثى فرسخ ..
وجئت يوماً والنوى على رأسى فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا لى ثم قال :
" إخ إخ " ليحملنى خلفه ..
فاستحييت أن أسير مع الرجال ..
وذكرت الزبير وغيرته .. وكان من أغير الناس فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أنى قد استحييت فمضى .. فجئت الزبير فقلت :
لقينى رسول الله وعلى رأسى النوى ..
ومعه نفر من أصحابه فأناخ لأركب معه فاستحييت وعرفت غيرتك ..
فقال : والله لحملك النوى كان أشد على من ركوبك معه
وظللت على ذلك حتى أرسل إلى أبو بكر بعد ذلك بخادم فكفتنى سياسة الفرس فكأنما أعتقنى .
فهى تصور هنا حياتها الشاقة المرهقة مع الزبير كما لو كانت آمة (عبدة) له ..
إلى أن أعتقها أبوها أبو بكر الصديق بمعاونتها بخادم تكفيها مشقة ذلك العمل المرهق الذى كانت تقوم به .
الكد فى الحياة سلوك إسلامى :
لم تكن النساء مرفهات فى عهد الصحابة .. بل كان أكثرهن يعملن بأيديهن .. وفى أزواج النبى صلى الله عليه وسلم وبناته أمثلة يُقتدى بها فى ذلك ..
ولم يكن ذلك عن بخل من الأزواج ، فقد كانت حياة الرجال أشد قسوة وتقشفاً ..
كان الكد فى الحياة سلوكاً يحبب فيه الإسلام ..كما كان يحبب فى الصدقة ويعتبرها حقاً من حقوق الفقير .
وليس منة وتفضلاً من الغنى على الفقير
" يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه ."
آلام الجـــــوع :
قالت " كنت مرة فى أرض أقطعها النبى صلى الله عليه وسلم لأبى سلمة والزبير فى أرض بنى النضير ...
فخرج الزبير مع الرسول الله ولنا جار من اليهود ، فذبح شاة فطبخت فوجدت ريحها فدخلنى ما لم يدخلنى من شئ قط . وأنا حامل بابنتى خديجة فلم أصبر فانطلقت فدخلت على إمراة اليهودى أقتبس منها ناراً لعلها تطعمنى ، وما بى من حاجة إلى النار ..
فلما شممت الريح ورأيته ازددت جوعاً ورغبة فى الطعام فأطفأته ثم جئت ثانياً أقتبس ، ثم ثالثة ، ثم قعدت أبكى وأدعو الله . فجاء زوج جارتنا فقال : أَدَخَلَ عليكم أحد ؟
قالت العربية : تقتبس ناراً
قال فلا أكل منها أبداً .. أو ترسلى إليها منها
فأرسل إلىَّ بقدحه – يعنى غرفة – فلم يكن شئ فى الأرض أعجب إلى من تلك الأكلة .
جود أسماء رضى الله عنها
" عن عبد الله بن الزبير رضى الله عنهما قال : ما رأيت امرأتين أجود من عائشة وأسماء وجودهما مختلف ..
أما عائشة فكانت تجمع الشىء إالى الشئ حتى إذا كان اجتمع عندها قسمته .
أما أسماء فكانت لاتمسك شيئا لغد
(البخارى فى الأدب المفرد )
محاولتها تهدئة جدها :
قالت أسماء : لما خرج رسول الله وخرج أبو بكر معه احتمل أبوبكر ماله كله .. خمسة آلاف درهم أو ستة آلاف درهم . فأنطلق بها معه ..
قالت: فدخل علينا جدى أبو قحافة وقد ذهب بصره
فقال : والله إنى لأراه قد فجعكم بماله مع نفسه
قلت : كلا يا أبت .. إنه ترك لنا خيراً كثيراً
قالت وأخذت أحجاراً فوضعتها فى كوة فى البيت الذى كان أبى يضع ماله فيه ..
ثم وضعت عليها ثوباً ثم أخذت بيده فقلت :
يا أبت ضع يدك على هذا المال ..
فوضع يده عليه فقال : لا بأس ..
إذا كان قد ترك لكم هذا المال فقد أحسن ، وفى هذا بلاغ لكم .
قالت : ولا – والله – ما ترك لنا شيئا
ولكن أردت أن أسكن الشيخ بذلك
كانت تمرض المرضة فتعتق كل مملوك لها كما كانت تحث بناتها وأهلها على الصدقة وتقول لهم : " أنفقوا أو أنفقن .. وتصدقن ولا تنتظرن الفضل ، فإنكن إن أنتظرتن الفضل لم تفضلن معكن شيئا.. وإن تصدقتن لم تجدن فقده
فقد كانت هى امرأة سخية ووعت وطبقت ما قاله رسول الله لها :
" لاتوكى () فيوكى الله عليك "
أى أنفقى .. ولا تخزنى وتشدى ما عندك وتمنعى ما فى يديك فيقطع الله تعالى خيره ورزقه عنك .
احتياطها لدينها :
قدمت أمها قتيلة بنت عبد العزى عليها ..
وكان أبو بكر طلقها فى الجاهلية ..جاءت الأم ومعها هدايا
لابنتها .. زبيب .. سمن .. قرظ() فأبت أن تقبل هداياها ..أو تدخلها إلى بيتها وأرسلت إلى عائشة :
سلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
فقال : لتدخلها بيتها وتقبل هداياها "
وأنزل الله تبارك وتعالى :
" لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين.
"إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم فى الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون"
سورة الممتحنة (60 / 7،8 )
حفاظها على الصلاة :
ظلت أسماء رضى الله عنها محافظة على الصلاة حتى وهى عجوز كبيرة فاقدة البصر ..
وكان عندها من يلقنها : قومى ، أقعدى .. افعلى
هداياها فى الثياب :
كانت لا تلبس الثياب التى تشف أو تصف الجسم
قدم المنذر بن الزبير بن العوام من العراق فأرسل لها بكسوة من ثياب رقاق عتاق بعد ما كف بصرها .. فلمستها بيديها ثم قالت :
أف أف : دليل الضجر وعدم الرضى
ردوا عليه كسوته
فشق ذلك عليه وقال : يا أم : إنه لايشف
قالت إن لم تشف تصف ..
فاشترى لها ثياباً غيرها طبقاً لمواصفاتها التى تحبها فى الثياب
طلاقها من الزبير :
عن عكرمة أن أسماء بنت أبى بكر كانت تحت الزبير بن العوام وكان شديداً عليها ..
فأتت أباها فشكت ذلك إليه فقال :
" يابنية إصبرى ..
فإن المرأة إذا كان لها زوج صالح ثم مات عنها فلم تتزوج بعده جمع بينهما فى الجنة .
ولكنها على أى حال طلقت فكانت عند ابنها عبد الله
أسباب الطلاق :
أختلف فيها فقيل ..
إن عبد الله قال لابيه :
مثلى لاتوطأ أمه!
فطلقها .
وقيل : كانت قد أسنت - كبرت - وولدت للزبير عبد الله .. وعروة .. والمنذر ..
وقيل : إن الزبير ضربها .. فصاحت بابنها عبد الله ، فأقبل إليها.
فلما رآه أبوه قال : أمك طالق إن دخلت.
فقال عبد الله : أتجعل أمى عرضة ليمينك فدخل فخلصها منه ، فبانت منه .
أما قول عبد الله لابيه : مثلى لا توطأ أمه !
فلعله يعنى به أنه لتداس لها كرامة ولاتهان من أحد حتى من أبيه..
وتكون كل هذه الاسباب مجتمعة هى السبب فى الطلاق ...
.. إنها ذات النطاقين ..
وأم لرجل يعتز بنفسه يراها تضرب وهى مسنة .. ويراد الحيلولة بينه وبين تخليصها من يد الزوج الغاضب بالقسم بالطلاق إذا دخل الابن لنجدة أمه كل هذا يصلح أن يكون سبباً للطلاق .
شجاعتها وصبرها :
لا تستغرب شجاعتها .. فهى بنت أبى بكر الصديق أول من آمن من الرجال وصدقه فى كل مايقول ووصفه على بن أبى طالب بأنه أشجع الناس حين خطب الناس فقال :
من أشجع الناس ؟
قالوا :أنت يا أمير المؤمنين
فقال : أما إنى ما بارزنى أحد إلا انتصفت منه ولكن أشجع الناس هو أبو بكر ..
إنا جعلنا لرسول الله عريشاً – أى بيتاً يستظل به – فقلنا من يكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لئلا يهوى إليه أحد من المشركين ؟
فوا الله ما دنا منا أحد إلا أبو بكر شاهراً بالسيف على رأس رسول الله لا يهوى إليه أحد إلا أهوى إليه .
هذه شهادة على بن أبى طالب .. وهو من هو .
مواقف خالدة لأم صابرة
تتمثل شجاعة أسماء وجلدها وحكمتها فى حوارها مع عبد الله بن الزبير قبل مقتله .
-: دخل على أمه حين رأى من الناس ما رأى من خذلانهم فقال :
يا أمه .. خذلنى الناس حتى ولدى وأهلى فلم يبقِ معى إلا اليسير .. ومن ليس عنده من الدفع أكثر من صبر ساعة .. والقوم يعطوننى ماأردت من الدنيا فما رأيك ..؟
فقالت : - ولنتأمل جيداً هذه الكلمات -:
أنت والله يابنى أعلم بنفسك ..
إن كنت تعلم أنك على حق .. وإليه تدعو .. فامضِ له . فقد قتل عليه أصحابك ..ولا تمكن من رقبتك .. يتلعب بها غلمان بنى أميه..
وإن كنت إنما أردت الدنيا .. فبئس العبد أنت !
أهلكت نفسك .. وأهلكت من قتل معك
وإن قلت :
كنت على حق .. فلما وهن أصحابى ضعفت .. فهذا ليس فعل الأحرار ولا أهل الدين .
وكم خلودك فى الدنيا .. القتل أحسن !
……
أم تشرح جوانب الموقف لابنها .. وتحلله تحليلاً منطقياً .. وننتهى إلى أن القتل أفضل له !!
.. ودنا أبن الزبير فقبل رأسها وقال : هذا والله رأيى ..
ولكنى أحببت أن أعلم رأيك ..
فزدتنى بصيرة مع بصيرتى .
فانظرى يا أمه ..
فأنى مقتول من يومى هذا ..
فلا يشتد حزنك .. وسلمى الأمر لله
فإن ابنك لم يتعمد إتيان منكر ..ولا عمل بفاحشة .. ولم يجر فى حكم الله ولم يغدر فى أمان .. ولم يتعمد ظلم مسلم ولا معاهد ولم يبلغنى ظلم عن عمالى فرضيت به .. بل أنكرته ولم يكن شئ آثر عندى من رضا ربى .
اللهم إنى لا أقول هذا تزكية منى لنفسى .. أنت أعلم بى ..
ولكن أقوله تعزية لأمى لتسلو عنى
قالت أمه :
إنى لأرجو من الله أن يكون عزائى فيك حسناً إن تقدمتنى ..
وإن تقدمتك ففى نفسى ،
أخرج حتى أنظر إلى ما يصير أمرك
قال : جزاك الله يا أمه خيراً .. فلا تدعى الدعاء لى .. قبل وبعد.
قالت : لا أدعه أبداً
فمن قتل على باطل .. فقد قتلت على حق !
ثم قالت : اللهم أرحم طول ذلك القيام فى الليل الطويل ..
وذلك النحيب والظمأ فى هواجر المدينة ومكة وبره بابيه وأمه
اللهم قد سلمته لأمرك فيه ورضيت بما قضيت فأثبنى فى عبد الله.. ثواب الصابرين الشاكرين .
فما مكثت بعده إلا عشراً .. ويقال خمسة أيام
الوداع الأخير :
دخل أبن الزبير على أمه وعليه الدرع والمغفر، فوقف فسلم .. ثم دنا فتناول يدها فقبلها
فقالت : هذا وداع فلا تبعد
قال : جئت مودعاً ..
إنى لأرى هذا آخر يوم من الدنيا يمر بى
وأعلمى يا أمه .. أنى إن قتلت
فإنما أنا لحم لا يضرنى ما صنع بى
قالت: صدقت يا بنى ..
أتمم على بصيرتك .. ولا تمكن أبن أبى عقيل منك وأدن منى أودعك .. فدنا منها فقبلها .. وعانقها ..
قالت حيث مست الدرع : ما هذا صنيع من يريد ما تريد ..
قال : ما لبست هذا الدرع إلا لأشد منك
قالت العجوز : فإنه لا يشد منى .
فنزعها ..ثم أدرج كميه .. وشد أسفل قميصه وجبة خز تحت القميص فأدخل أسفلها فى المنطقة .
وأمه تقول :
البس ثيابك مشمرة .. ثم أنصرف ابن الزبير وهو يقول :
إنى إذاً أعرف يومى أصبر إذ بعضهم يعرف ثم ينكر
فسمعت العحوز قوله فقالت :
تصبر والله إن شاء الله
أبوك أبو بكر والزبير
وأمك صفية بنت عبد المطلب
ومن الخارج ترامى إلى سمعها نداء الحجاج لابنها :-
ويلك يابن ذات النطاقين ..
أقبل الامان ..وادخل فى طاعة أمير المؤمنين
قالت أسماء : لعنهم الله .. فما أجهلهم
إذ يعيرونه بذات النطاقين ..
ولو علموا لكان ذلك أعظم فخره عندهم ..
حين خرج رسول الله فى بعض أسفاره مع أبى بكر …
هيأت لهم سفرة .. فطلبا شيئاً يربطانها بها فلم يجدوا .. فقطعت من مئزرى لذلك ما أحتاج إليه ..فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أما ان لك به نطاقين فى الجنة "
موقفها بعد مقتل ابنها :
إنه موقف من المواقف الفريدة فى التاريخ .. يمثل قوة الاحتمال ..والشجاعة الفائقة ..والإيمان بما عند الله
حين بلغها أن ابنها قتل ..وانهم قد احتزوا رأسه ..ونصبوه على خشبة ..
قالت : إن الكبش إذا ذبح لم يضره السلخ ..
خرجت إلى الحجاج
قالت : أما آن لهذا الفارس أن يترجل حتى أدفنه ..
فقد قضيت أربك منه
قال : لا.. ثم قال لها مُدلاً – متباهياً- بقوته وشجاعته
ما ظنك برجل قتل عبد الله بن الزبير ؟
قالت :حسيبه الله
أما أنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
-: يخرج من ثقيف رجلان كذابان الآخر منهما شر من الأول :
الأول كذاب ..والآخر مبير
قال الحجاج : اللهم مبير لا كذاب
إن ابنك ألحد فى هذا البيت ..
وإن الله أذاقه من عذاب أليم وفعل به وفعل ..
وإنى قاتل الملحدين ..
قالت كذبت ..
أنت قاتل المؤمنين الموحدين
لقد كان ابنى صواماً قواماً
قال لها : كيف رأيت ما صنعت بأبنك ؟
قالت : رأيتك أفسدت عليه دنياه ..
وأفسد عليك آخرتك
ولا ضير ان أكرمه الله على يديك
فقد أهدى رأس يحيى بن زكريا .. إلى بغى
………
أرأيت إلى إجابات هذه الام المكلومة
.. هذه الكلمات القاطعة كالسيوف ولا غرو فهى بنت أبى بكر الصديق .
وأم عبد الله .. وزوج الزبير بن العوام حوارى رسول الله صلى الله عليه وسلم
…………
وفاتها :
قيل أنها أوصت أن :-
- إذا مت جمروا ثيابى على المشجب ..
وحنطونى ..
ولا تذروا على كفنى حنوطاً
ولاتتبعونى بنار ..
وماتت بعد قتل ابنها بليالى ..
وكان قتله يوم الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين
القصة عظيمة
ردحذف