ly

Translate

المشاريع القومية الجديدة المنتظر إطلاقها خلال الفترة القادمة

أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى عن عدد من المشاريع القومية الجديدة المنتظر إطلاقها خلال الفترة المقبلة، مشدداً على أن الهدف الأساسى الآن هو الحفاظ على أركان الدولة المصرية وتثبيتها، وأضاف «السيسى» خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة، بمسرح الجلاء، أمس: «هدفى هو الانتهاء من كل مخطط فى مشروع تنمية قناة السويس، بحيث ينتهى خلال الـ3 سنوات المقبلة فى مدتى الرئاسية ليكون كل ما قلته ووعدته لكم حققته».
واستهل الرئيس كلمته بتوجيه التحية للشعب المصرى الذى قدم لمصر العلماء والمفكرين ورجال الدين المستنيرين، الذين يمثلون التقدم العلمى والبناء الروحى للشعب، ويسهمون فى بناء وإصلاح العقول والقلوب لتبنى ولا تدمر، وتحيى ولا تقتل، وقال «السيسى»، إن الشعب مبسوط إنه يقدم حد مثل الدكتور أحمد زويل، عضو المجلس الاستشارى لعلماء مصر.
وأشاد الرئيس بعزيمة وإصرار الشعب الذى استطاع أن ينجز مشروع قناة السويس الجديدة خلال عام واحد فقط، وأكد جدوى المشروع وتحقيقه لأهدافه المرجوة حيث نجح فى توحيد المصريين والتفافهم حول هدف تنموى قومى ورفع الروح المعنوية للشعب الذى عانى كثيراً على مدار السنوات القليلة الماضية، بالإضافة إلى إثبات جدية هذا الشعب وقدرته على العمل والإنجاز.
وأضاف: «أنا بكلم كل المصريين، أن القناة الجديدة تكلفت 20 مليار جنيه، وأن عدد السفن التى زادت منذ افتتاح القناة الجديدة وحتى الآن، جاء بثمن الأموال التى دفعناها فى حفر القناة الجديدة وكان من المفترض أن تتكلف حفرها 25 إلى 27 مليار جنيه».
تجمعات تنموية وسكنية فى المناطق الحدودية بسيناء والنوبة والمنطقة الغربية.. و1500 وحدة سكنية فى الضبعة خلال شهور
وتابع: «يجب ألا يشكك أحد فى إنجاز القناة الجديدة، فكل حاجة محسوبة ومعمول حسابها، وعليكم أن تعرفوا أن كل عمل لوجه الله وللمصريين».
وأوضح الرئيس أن القناة الجديدة عكست رؤية متطورة ونموذجاً يحتذى به فى تنفيذ جميع المشروعات الوطنية بهدف بناء مصر، موضحاً أن مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس لا يقتصر فقط على تطوير المجرى الملاحى للقناة، وإنما يشمل العديد من المشروعات التنموية والصناعية فى منطقة القناة، فضلاً عن ربط الدلتا بسيناء عبر حفر ستة أنفاق أسفل القناة، ومن المقرر الانتهاء من أربعة منها فى أكتوبر 2016.
ووجه الرئيس الشكر للقوات المسلحة التى سيذكر لها التاريخ دورها المشرف ليس فقط فى حماية وتنمية مصر بل والمنطقة العربية والعالم بأسره، منوهاً بالجهود الدؤوبة التى تسهم بها القوات المسلحة جنباً إلى جنب مع جهود بقية أجهزة الدولة لتحقيق مختلف الإنجازات فى أقل وقت ممكن.
وأشار الرئيس فى كلمته إلى الجهود الجارية لتطوير ميناء شرق بورسعيد الذى سيتم الانتهاء منه أيضاً فى أكتوبر 2016 بحيث يتكامل مع قناة السويس الجديدة، ويأتى فى إطار توفير البنية الأساسية اللازمة لمشروع التنمية بمنطقة القناة، ونوّه الرئيس بتخصيص 40 مليون متر مربع لإقامة مناطق صناعية فى إطار مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، مشدداً على أهمية توفير المناخ الجاذب للاستثمار الذى يضمن استدامة الاستثمارات من خلال إصدار القوانين التى تجذب وتحفز الاستثمار.
وأشار الرئيس إلى أنه جارٍ العمل على إنشاء أكبر مزرعة سمكية فى منطقة الشرق الأوسط، وذلك شرق بورسعيد وعلى مساحة 23 ألف فدان وبأعلى المعايير العالمية، ومن المتوقع أن تسهم مشروعات تنمية الثروة السمكية فى زيادة إنتاج مصر الأسماك بواقع 50 - 100 ألف طن سنوياً.
وذكر الرئيس أن الدراسات تجرى حالياً بشأن مشروع العاصمة الإدارية الجديدة من أجل تنفيذ المرحلة الأولى منها على مساحة عشرة آلاف فدان، منوهاً بأهمية ضغط الفترة الزمنية اللازمة لتنفيذ المشروع.
الدولة لم تعمد فى قانون الخدمة المدنية إلى إحالة أى من موظفيها للتقاعد ولم تخفض الرواتب وطبقنا الحد الأدنى للأجور
أما بالنسبة لمشروع استصلاح المليون فدان، فقد أشار الرئيس إلى أنه سيتم استصلاح مليون ونصف المليون فدان فى المرحلة الأولى من مشروع استصلاح وتنمية أربعة آلاف فدان وليس مليوناً فدان فقط كما كان مقرراً، وشدد على أهمية أن يتم تجهيز المشروع وتزويده بجميع المرافق بما فى ذلك الطرق والآبار والمساكن وغيرها قبل أن يتم طرحه للاستصلاح الزراعى، وذلك ضماناً لعدم التأخير والبدء مباشرة فى استصلاح الأراضى وزراعتها.
ولفت الرئيس إلى أن الدولة تستهدف إقامة تجمعات تنموية وسكنية فى المناطق الحدودية مثل سيناء والنوبة والمنطقة الغربية، حيث سيتم الانتهاء من 1500 وحدة سكنية فى منطقة الضبعة خلال الشهور القليلة المقبلة، موضحاً أنه من ضمن المشروعات إطلاق مدينة العلمين الجديدة.
وعلى صعيد إصلاح الجهاز الإدارى بالدولة، أكد الرئيس المسئولية المشتركة فيما بين الحكومة والشعب، منوهاً بأن الجهاز الإدارى بالدولة يعمل به ما يناهز سبعة ملايين مواطن، فى حين أنه من الممكن تسيير هذا الجهاز بكفاءة تامة من خلال رُبع عدد العاملين فيه، ومع ذلك فإن الدولة لم تعمد فى قانون الخدمة المدنية إلى إحالة أى من موظفيها للتقاعد كما لم تُخفض رواتب أو علاوات الموظفين الذين تبلغ أجورهم 218 مليار جنيه سنوياً، بل قامت بتطبيق الحد الأدنى للأجور بواقع 1200 جنيه شهرياً، وأكد الرئيس أن قانون الخدمة المدنية إنما يهدف إلى زيادة كفاءة العاملين بالجهاز الإدارى بالدولة وتعظيم الاستفادة من الوقت والجهد والموارد المخصصة لهذا الجهاز.
وأشار الرئيس إلى أن عدداً من مرافق الدولة بحاجة إلى النهوض بها وصيانتها وتطويرها، وفى مقدمتها مترو الأنفاق باعتباره مرفقاً حيوياً سجل خسائر تقدر بنحو 150 مليون جنيه خلال العام الماضى، موضحاً أن تكلفة إنشاء أحد خطوط هذا المترو تبلغ نحو عشرين مليار جنيه، أى ما يعادل تكلفة إنشاء قناة السويس الجديدة.
وفيما يتعلق بالانتخابات البرلمانية، أكد الرئيس أنه سيكون لدى مصر برلمانها الجديد قبل نهاية العام الجارى، موجهاً رجال القوات المسلحة وجهاز الشرطة بتأمين الانتخابات وضمان سلامة الناخبين وتشجيعهم على المشاركة، وحث الرئيس جموع الناخبين على الاختيار الجيد لمن يمثلهم فى هذا البرلمان، منوهاً بأن حُسن الاختيار سيجعل من هذا البرلمان نقطة انطلاق لمستقبل أفضل.
وعلى صعيد علاقات مصر الخارجية، أكد الرئيس حرص مصر على إقامة علاقات متوازنة مع كل دول العالم، مشيراً إلى علاقات مصر الاستراتيجية مع عدد من الدول، من بينها الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا، وشدد الرئيس على أن مصر لها وجه واحد وتتحدث لغة واحدة مع الجميع، وفى ختام كلمته، أكد الرئيس أن مصر تنشد الخير والسلام والبناء والاستقرار للإنسانية بأسرها.
وبدأت وقائع الندوة بعرض فيلم تسجيلى بعنوان «كنا هنبقى كدة» تناول الفتن والتحديات التى تواجهها كافة شعوب العالم.
وألقى الدكتور أسامة الأزهرى، من كبار علماء الأزهر الشريف، محاضرة «الفكر المتطرف فى ميزان العلم وبيان بعنوان خطورته على الأوطان» أكد فيها الثوابت والأسس الدينية التى يقوم عليها الدين الإسلامى الحنيف، واتجاه البعض نحو التخريب والتدمير وممارسة العنف بما يتنافى مع أحكام الشريعة الإسلامية السمحة التى تدعو دائماً إلى نشر قيم الخير والرحمة والتآلف والمودة وتنبذ جميع أشكال وألوان التطرف والتشدد الدينى وممارسة العنف والتخريب، كما استعرض القواسم المشتركة بين التيارات التكفيرية والمتطرفة فى القرن الماضى والنتائج الخطيرة والتأويلات المنحرفة التى انتهت إليها هذه التيارات وشدة انجرافها عن مسار الشريعة.
وألقى أحد براعم المستقبل، الطفل ساجد محمد عبدالفتاح، قصيدة شعرية للشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودى بعنوان: «رسالة من الرجل الذى حفر القناة» عبر فيها بأدائه الصادق عن مشاعر الفرحة التى يعيشها كل مصرى بعد افتتاح القناة الجديدة وما تمثله من أمل ومستقبل مشرق للأجيال المقبلة. وشهدت الندوة مشاركة العالم المصرى الجليل الدكتور أحمد زويل الذى ألقى محاضرة بعنوان «العلم ومستقبل الأمم» تناول خلالها الفرص الواعدة لمصر للحاق بركب التقدم العلمى والتكنولوجى، وخلق الكوادر المؤهلة لقيادة مسيرة الابتكار والتطوير والبحث العلمى.
وحضر الندوة الفريق أول صدقى صبحى، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، والفريق محمود حجازى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اخر الزوار

Flag Counter